النبي مع أحفاده
النبي مع أحفاده
وكان لنبي الله مع أحفاده مواقف عذبة رحيمة، وقد دخل الحسن والحسين على النبي وهو يخطب وكانا يعثران ويقومان فنزل النبي وحملهما على حجره وقال: “صدق الله ورسوله ﴿إنما أموالكم وأولادكم فتنة﴾، رأيت هذين فلم أصبر” ثم أكمل خطبته، ولما كان النبي يصلي وهما يقعدان على ظهره، كان المصلون يبعدونهما، فلما انتهى النبي قال: “ذروهما بأبي وأمي من أحبني، فليحب هذين”، وقد أطال النبي في سجوده مرة حتى خشي الناس أن أمرًا قد حدث، أو أن النبي يوحى إليه، فلما سأله أصحابه عن ذلك قال: “كل ذلك لم يكن، ولكن ابني ارتحلني فكرهت أن أعجله حتى يقضي حاجته”.
وكان يحمل أُمامة بنت زينب ابنته في الصلاة، فإذا سجد وضعها وإذا قام حملها، وأعطاها حلية تتزيَّن بها، وكان يناديهم بما يحبُّون من أسماء فينادي زينب بنت أم سلمة يا “زُوينب”، ويرقيهم ويحتمل منهم ما يصيبه من أذى دون غضب، وكان يسقيهم بيديه الشريفتين، ويحملهم على ظهره ويقبِّلهم، ولما سأله أحدهم عن الحسن والحسين يا رسول الله إنك تحبهما، قال: “من أحبهما فقد أحبني ومن أبغضهما فقد أبغضني”، وكان يلاعبهما ويسابقهما، يروي يعلى بن مرة: “خرجنا مع النبي ودعينا إلى طعام فإذا الحسين يلعب في الطريق، فأسرع النبي أمام القوم ثم بسط يديه، فجعل الغلام يفر هاهنا وهاهنا، ويضاحكه النبي حتى أخذه فجعل إحدى يديه في ذقنه، والأخرى في رأسه ثم اعتنقه”.
الفكرة من كتاب اللمسات الحانية في بيت النبوة
يقول الحبيب (ﷺ): “خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي”، وانطلاقًا من قوله (ﷺ) يأخذنا المؤلف إلى داخل بيت النبوة، لنرى كيف كان النبي مع أهله، زوجًا محبًّا، وأبًا عطوفًا، وجدًّا رحيمًا، إذ نحن في أمسِّ الحاجة إلى أن نستقي من ذلك البيت الطاهر ما يعيننا على صلاح بيوتنا، وقد امتلأت بيوت المسلمين بالشقاق والجفاء والمشقَّة، وما هكذا كان بيت النبي وقد تعاظمت فيه الهموم الثقال.
مؤلف كتاب اللمسات الحانية في بيت النبوة
عبد اللطيف بن هاجس الغامدي: داعية إسلامي سعودي، له العديد من النشاطات في مجال إصلاح ذات البين وإصلاح المشكلات الزوجية والأسرية، وهو مدير فرع لجنة العفو وإصلاح ذات البين بجدة، وله إنتاج غزير من المؤلفات والبرامج المرئية والمسموعة، كبرنامج “وصايا”، وبرنامج “أجمل قصة حب”، وبرنامج “رسول النبوة”.
ومن مؤلفاته:
لماذا تعفو؟
ومن الحب ما قتل.
الإحسان إلى الموتى.
إلى أين السفر؟