النبي محمد رسول الله في العقيدة الصحيحة
النبي محمد رسول الله في العقيدة الصحيحة
إن القرآن الكريم قد بيَّن بيانًا صريحًا لا شكَّ فيه ولا غموض ولا مجال لتبديل ولا تأويل، بأنه (صلى الله عليه وسلم) بشرٌ يُوحى إليه من رب العالمين، كما كان يوحى إلى الأنبياء جميعهم من قبله، ولا يوحى إلى أحدٍ من بعده أبدًا، وهذه هي العقيدة الصحيحة لكل مسلم آمن بالله ربًّا وبمحمد (صلى الله عليه وسلم) نبيًّا ورسولًا، لكن ليس كل المسلمين على هذه العقيدة، فإن كثيرًا من المتصوِّفة يرفعون النبي (صلى الله عليه وسلم) فوق البشر، وقد يصلون إلى حدِّ وصفه بصفات الألوهية، ومثال ذلك ما كان من (البوصيري) صاحب قصيدة البردة، إذ يقول للنبي (صلى الله عليه وسلم):
يا أكرمَ الخلقِ: ما لي من ألوذُ به سواك عندَ حُلولِ الحادِثِ العَمَمِ
وهناك أيضًا طائفة من المسلمين لا يعتقدون في موت الرسول (صلى الله عليه وسلم)، بل يرونه حيًّا في قبره مثل حياتنا، فيحكي أحدهم كاذبًا؛ أنه كان واقفًا عند قبر النبي (صلى الله عليه وسلم) ويقول:
فامدُد يمينك كي تحظى بها شفتي
ثم قال: فخرجت اليد الشريفة من جدار القبر حتى قبَّلها!
وهناك من المسلمين أيضًا من يجعل الرؤى والمنامات بمثابة أصل من أصول الشرع يبني عليه أحكامه وأوهامه، ويستغلها وسيلة في جلب منفعته ودفع الضر عنه، ويتعلَّلون بحديث: “من رآني فقد رآني حقًّا”، والحق أن الرؤى لا يُبنى عليها حكم شرعي.
وطائفة أخرى من شباب المسلمين يرى النبي (صلى الله عليه وسلم) بمنظار المستشرقين والملحدين، فيرونه عبقريًّا فقط ولا يذكرون نبوَّته ورسالته التي جاء بها للناس أجمع.
الفكرة من كتاب سيد رجال التاريخ محمد
يُعد هذا الكتاب الذي بين أيدينا من كتب الشمائل والسيرة اللطيفة العبارة، صغيرة الحجم، والعامرة بمشاعر الولاء والانتماء إلى نبي الله محمد رسول الله (صلى الله عليه وسلم).
وقد اعتاد علي الطنطاوي الكتابة والتحدُّث عن الهجرة في أول كل سنة هجرية على مر سنين حياته (رحمه الله)، كما اعتاد الكتابة والحديث عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أيضًا في يوم مولده.
ينقسم الناس أمام معرفة الرسول (صلى الله عليه وسلم) إلى فريقين اثنين، فريق ينتسب إلى الإسلام يقلِّد خصوم الإسلام، ويقرِّر أن محمدًا (صلى الله عليه وسلم) كان عبقريًّا، ويسكت عن جانب الرسالة أو ينكره، وفريق رفعه فوق البشرية، ونسب إليه ما لم يقع، والحقيقة ليست هنا ولا هناك، فالرسول (صلى الله عليه وسلم) كان بشرًا ولكنه بمزاياه كان فوق البشر، وكان يوحى إليه من رب البشر سُبحانه، يقول الله تعالى: ﴿قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ﴾.
مؤلف كتاب سيد رجال التاريخ محمد
الشيخ علي الطنطاوي: (23 جمادى الأولى 1327 هـ 12 يونيو 1909م – 18 يونيو عام 1999م الموافق 4 ربيع الأول 1420 هـ) هو فقيه وأديب وقاضٍ سوري، ويُعدُّ من كبار أعلام الدعوة الإسلامية والأدب العربي في القرن العشرين، وعمل منذ شبابه في سلك التعليم الابتدائي والثانوي في سوريا والعراق ولبنان حتى عام 1940، وقد ترك التعليم ودخل سلك القضاء، فأمضى فيه خمسة وعشرين عامًا.
أشهر مؤلفاته: “أعلام التاريخ”، و”حكايات من التاريخ”، و”ذكريات علي الطنطاوي”، و”فتاوى علي الطنطاوي”، و”قصص من الحياة”، و”من حديث النفس”، و”من نفحات الحرم”، والعديد من المؤلفات الأخرى.