النبات مُعلِّم للإنسان
النبات مُعلِّم للإنسان
تَكمُن ظاهرة “تكامل الموقع البيئي” وراء قدرة النباتات على التعايش معًا، فكل نوع من أنواع النبات يحتل مكانًا مختلفًا في البيئة وله احتياجات مختلفة، مما يؤدي إلى الاستفادة القصوى من الموارد، كما يحقق إنتاجًا أكثر للنظام البيئي، وقد استخدم سكان العالم الأصليين ما يُسمى بالزراعة البينية التي تعني زراعة اثنين أو أكثر من المحاصيل معًا، وكل نوع يدعم نمو النوع الآخر أو تكاثره أو صموده، ويُعدُّ نظام “الأخوات الثلاث” مثالًا على ذلك، وهذا النظام قام به سكان أمريكا الأصليين ويتضمن زراعة الذرة والفاصولياء والقرع معًا، وتقدم الذرة الدعم للفاصولياء التي توفر النيتروجين، ويمنع القرع نمو الحشائش ويحافظ على إبقاء التربة رَطبة.
يُعد التوقيت عاملًا مُهمًّا في نظام الأخوات الثلاث، فالترتيب الذي يُزرع به كل نوع يُحدِّد الناتج النهائي للمحاصيل، فالذرة تنمو أولًا، وتُنْشِئ بناءً ضوئيًّا تستمد منه الغذاء، ثم تظهر الفاصولياء وتلتف ساقها على الذرة لتحصل على المزيد من ضوء الشمس، ثم ينمو القرع وتقوم أوراقه الملامسة للأرض بحماية جذور الذرة والفاصولياء وتسهم في عدم جفاف التربة وتنمع هجوم آكلات العشب.
دروس مستفادة: تظهر الآثار الإيجابية للعلاقات التبادلية بين الأنواع المختلفة، مما يعني أن الأفراد يمكن أن يتحسن أداؤهم عند العمل في بيئة تتضمن أشخاصًا مختلفين، بدلًا من العمل بمفردهم أو مع أشخاص يشبهونهم، كما نتعلم أن كل فرد يمتلك مهارات ويستطيع أن يُسهم في المجتمع، وأن نُهيِّئ مجتمعًا يُدرك مساهمات أفراده ويُشجعها فيعود كل ذلك بالنفع على المجتمع وتطويره.
يُقدم نظام الأخوات الثلاث التوجيه بخصوص تنافس مجالات الحياة المختلفة على وقتنا وجُهدنا ومواردنا، لنسعى إلى إحداث التكامل والتوازن بينها، فتظهر أولويات كل مجال وتُتاح أمامنا فُرص من خلال النظر إلى تلك المجالات من جانب تعاوني وتبادلي.
إن استمداد المعرفة من السكان الأصليين بالإضافة إلى المعرفة العلمية والجمع بينهما، يؤدي إلى التعلم من النباتات دروسًا مُلهِمة وحكيمة، فالكائنات الحية تتمتع بالمعرفة ويُمكن أن تُصبح بمنزلة مُعلم ومُرشد لنا.
الفكرة من كتاب دروس من النباتات
تعلمت الكاتبة بصفتها باحثة في النباتات الكثير من الدروس، وتقدم في هذا الكتاب الاستراتيجيات والاستجابات التي تقوم بها النباتات على المستوى الفردي والجماعي لتتكيف مع الظروف المحيطة بها وتحافظ على بقائها، والهدف من ذلك زيادة وعينا بالنباتات والحِكَم التي يمكن أن نستقيها منها، مما يساعدنا على تقديم الدعم للآخرين والكائنات الحية.
مؤلف كتاب دروس من النباتات
بِروندا إل مونتجمري، باحثة في النباتات وأستاذة جامعية في جامعة ولاية ميتشيغان في أقسام الكيمياء الحيوية والكيمياء الجزئية والكائنات الدقيقة والوراثة الجزيئية، وعضوة في مختبر أبحاث النبات في الجامعة، حصلت على درجة الدكتوراه في بيولوجيا النبات من جامعة كاليفورنيا، ودرست الإرشاد والقيادة والأنظمة الأكاديمية والعلمية، وحصلت على العديد من الجوائز والتكريمات.
معلومات عن المترجم
الزهراء سامي، تخرجت في كلية الألسن جامعة عين شمس، عَمِلت في مجال الترجمة، وتعمل حاليًّا مراجع ترجمة في مؤسسة هنداوي.
من أمثلة الكتب التي ترجمتها: “صانع النجوم” – “الطاعون القرمزي” – “مغامرة الرجل الزاحف”.