المِحوَر
المِحوَر
إنّ الحقيقة الواقعة في مجال السوق والعمل أنّ بإمكانك أن تحوزَ فكرة عظيمة، ومُنتجًا قيِّمًا، لكنّ النجاح الحقيقيّ يكمُن في حُسن التسويق لهذه الفِكرة، ومدى القُدرة على إبراز المُنتج والمجهود المبذول فيه، أثبتت ذلك قصة المطعم الوهميّ الذي أنشأه أوبا باتلر في لندن عام 2017م، إذ أضاف وصلة هاتف أرضيّ في منزلٍ صغير الحجم كان يقتَنِيهِ، ثم أسس موقعًا إلكترونيًّا رفع عليه صورًا جذّابة للأطعمة التي يُقدّمها المطعم بالاستعانة بموارد بسيطة متاحة لديه، ثم شَرع في كتابة محتوًى مُميز، وأنواع أطعمة فريدة في قائمة الطعام التي يُقدمها المطعم، ثم طلب الانضمام لموقع Trip advisor، ثم استعان بأصدقائهِ لكتابة مُراجعات وآراء وهميّة، عن مدى استمتاعهم وجودة المُنتج المُقدّم في هذا المطعم، ثم اتجه إلى التلميع والانطباع الخفيّ بأهميّة المطعم وشهرته، عبر الإجابة عن كل طلبات الحجز بأنّ المطعم محجوز للشهور الأربعة القادمة، هذا التلميع أضفى نوعًا من الغموض والفضولِ لدى العُملاء
حتى انتهت رحلته بأنّ المطعم ذا الترتيب الثامن عشر ألفًا في لندن أصبحَ الأوّل على مستوى المطاعم هناك، ثم قرر باتلر في النهاية التواصل مع Trip advisor ليُبلغهم أنّ المطعم ببساطة لا وُجودَ لَه! ولكَ أن تتخيل ما كان سيحدث لو كان هذا المطعم حقيقيًّا، لكن على الرغم من الخطة التسويقيّة المُمتازة التي وضعها باتلر، فإنه في الواقع لا يمكن تهميش أهميّة جودة المنتج، لأنه لو كانت جودة المنتج لا تستحق التجربة لما نجح المطعم، وما يُثبت ذلك تجربة شركة Juicero التي باءت بالفشل بسبب إنشائها مُنتجًا بسعرٍ عالٍ مُقابل الوظيفة
التي يقوم بها الجهاز وهي إنتاج العصير الطازج بسهولة، بالإضافة إلى عامِل التعقيد، وطول الخطوات المطلوبة -التي لم تكن على قدرٍ من الأهميّة- حتى تتم عمليّة العصر، بالإضافة إلى احتكار قدرة الجهاز على إنتاج العصير إلّا من العبوات التي تنتجها الشركة، هذه المشكلات أدت بالشركة إلى إعلان الإغلاق وإعادة أموال النّاس إليهم على الرغم من اتباعها خطة تسويقيّة كبيرة، وإقناع العديد من المُستثمرين المُؤثرين مثل google و ventures و kleiner perkins، إلّا أن هذه المجهودات آلت إلى الفناء لضعفِ المنتج، أمّا شركة Ryanair الأيرلنديّة فقد دمجت بشكلٍ ذكيّ بين جودة المُنتج، وحُسن الخطّة التسويقيّة، ما أنقذ الشركة من الإفلاس حتى وصلت إلى كونها أكبر شركة للطيران في عدد المُسافرين في أوروبا.
الفكرة من كتاب قصص مُلهمة في التسويق
إن هذا الكِتاب عونٌ لك في تغيير حياةِ مشروعِكَ إلى الأفضَل عن طريق قصصٍ مُلهمة وواقعيّة، عاينت استراتيجيّاتٍ مُختلفة في التسويق، إذ إن للقصص يدًا عُليا في ترسيخ الفكرة في الأذهان، واختصارِ المعنى الحقيقيّ من الفكرة، وكذلك تعملُ على تمثيلٍ واقعيّ للخبراتِ السابقة للمشاريع التجاريّة، التي تُعدّ بمنزلة مرجعٍ في سبيل ضمان النجاح، عن طريق تلافي الأخطاء، والسير حذو عوامِل النجاح.
مؤلف كتاب قصص مُلهمة في التسويق
مُحمّد الباز: مُهندس ورائد أعمال مِصري، حصل على شهادة البكالوريوس عام 1999م، في الهندسة من جامعة المنصورة، ثم حصل على شهادة الماجستير في إدارة الأعمال من معهد أستراليا لإدارة الأعمال عام 2012م، أطلق مبادرة “إعمل بيزنس” عام 2012م، التي أصبحت نواة أكاديمية إعمل بيزنس عام 2017م، والتي تهدف إلى تقديم النصائح، والاستشارات لأصحاب المشاريع والأعمال، وهو رئيس مجلس الإدارة الحالي لشركة “المؤشر” للبرمجيات، التي هي إحدى شركات بورصة النيل المصري، وله من الكتب “المسار الوظيفي“، و”إتقان فنّ البيع والإقناع“، و”كيف تُصبح مديرًا ناجحًا ومحبوبًا”.