المُلك المفقود
المُلك المفقود
في عام 1880م وُلِد عبد العزيز بن عبد الرحمن بن سعود في مدينة الرياض، عاصمة أجداده، حيث شاهد أعمامه يتنازعون على السلطة ويتحاربون، بينما كان العدو يتربص بباب العاصمة طامعًا في السيطرة على نجد بأكملها، رأى والده يخوض معركة أخيرة ويستسلم لله، وسمعه حينما كان يجلس بجانبه في الأحساء، يرفض شروط الدولة العثمانية، مما دفع والده إلى الانتقال إلى الكويت مع عبد العزيز، وهناك برزت ملامح قدرة عبد العزيز على استعادة المُلك المفقود وإعادة الرياض عاصمة أجداده، اختلط في الكويت بالعلماء والأمراء، وجلس في مجلس الشيوخ متأدبًا صامتًا، ولكنه أبدى اهتمامًا كبيرًا بالسيف مقارنةً بالجلوس إلى الكتاب.
عرف الناس في الكويت اسم عبد العزيز ونسبه، لكن لم يتخيلوا أن هذا الشاب الذي عاش بينهم سيخلد اسمه في التاريخ، إذ خاض مئة وخمسين معركة، مكنته من جمع شتات ملك آبائه وأجداده، ولم يتوقف حتى وحّد الجزء الأكبر من الجزيرة العربية، بما فيها المقدسات الإسلامية، وأهم تلك الوقائع هي: فتح عنيزة في الثالث والعشرين من مارس 1904م، وفتح الأحساء في الثالث عشر من أبريل 1912م، ووقعة اليمن وحروبه في السادس من ذي الحجة 1353هـ. ولم تخلُ حياة عبد العزيز من المؤامرات والمكايد، ففي العاشر من ذي الحجة عام 1353هـ، حاول ثلاثة يمنيين اغتياله في أثناء طوافه حول الكعبة الشريفة، إذ هجم أحدهم عليه بخنجره، فتصدى له نجله وأصيب بجرح، لكن الحرس تمكنوا من القضاء على المهاجمين الثلاثة بالرصاص.
لم يكتفِ عبد العزيز بفتح الرياض وإقامة المملكة السعودية، بل أرسى في المملكة أسس العدل وتطبيق حدود الشرع، فكان يقتص من المجرم مهما كانت قرابته، وكثيرًا ما كان يردد الحديث النبوي الشريف: “لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها”، وقد أسهم هذا النهج في انتشار الأمن في المملكة، حتى إن المسافر كان يسير لعشرة أميال ومعه الذهب ولا يخشى إلا الله.
الفكرة من كتاب عبد العزيز في التاريخ: تاريخ وآداب
بين رحاب الصحراء الشاسعة، ظهرت شخصية فريدة صنعت من المستحيل حقيقة، ومن التفرق قوةً ووحدةً، إنه الملك عبدالعزيز آل سعود، القائد الذي خطّ بأحرف من إرادة وإصرار فصلًا جديدًا في تاريخ العرب. في هذه الكتاب سنكتشف معًا مواقف هذا الملك الفذّ الذي نجح في توحيد الجزيرة العربية، وجهوده الجبارة في نشر العلم والثقافة في أرجائها.
مؤلف كتاب عبد العزيز في التاريخ: تاريخ وآداب
حمد إبراهيم الحقيل: هو الشيخ حمد بن إبراهيم بن عبد الله بن إبراهيم بن سليمان بن محمد الحقيل، ولد في المجمعة عام 1338 هـ، وينحدر من أسرة عربية أصيلة تعود أصولها إلى قبيلة وائل ربيعة، بدأ حياته العملية إمامًا لقصر الحكومة في المجمعة عام 1353 هـ. في عام 1367 هـ عُيِّن إمامًا ومرشدًا ومفتيًا للجيش السعودي الذي أُعد لمحاربة اليهود في فلسطين، وأدى واجبه بإخلاص وكفاءة. بعدها تولى منصب قاضٍ، وعمل في عدة محاكم منها: محكمة الأحساء، ومحكمة الدمام، ومحكمة ضرمي، ومحكمة الزاحمية، وقد شغل منصب رئيس محكمة الخرج
اشتُهر بالعدل في القضاء، وسرعة البت في القضايا، فهو لا يخشى لومة لائم، ولا يداهن أحدًا بل يأخذ بيد الضعيف ويردع الظالم. كان الشيخ يهتم كثيرًا بالأدب العربي والتاريخ والفقه والأشعار العربية والشعبية، وكان يحفظ كثيرًا منها. عكف على دراسة علوم اللغة والشريعة والعروض ونظم الشعر، مما أسهم في غزارة إنتاجه الأدبي. ومن مؤلفاته:
كنز الأنساب ومجمع الآداب.
صيد القلم للشوارد والحكم.