المُربون في القرن 21
المُربون في القرن 21
في هذه الأيام يشتكي العديد من الآباء والأبناء عقوق أبنائهم لَهُم، ولو أنّهم تمهلّوا لحظة ليُفَكِّروا في ذلك الأمر لوجدوا أنفسهم هم المُخطئين في حق أبنائهم أولًا، فنحن في عصر يتخلى فيه الوالدان عن دورهما ليتركا الخدم يؤدونه بدلًا عنهما مع أولادهما، وهذا من عقوق الآباء للأبناء، وقد جاء رجل يومًا لسيدنا عُمر بن الخطاب (رضي الله عنه) يشكو إليه عقوق ابنه، فعندما أحضر عمر ابنه، وبدأ يؤنبه على عقوقه لأبيه، سأله الابن: يا أمير المؤمنين، أليس للولد حقوق على أبيه؟ قال: بلى. فبدأ عُمر يستمع إلى الابن، وما إن انتهى حتى سأل عُمر الرجل: أجئت إليّ تشكو عقوق ابنك، وقد عققته قبل أن يعقك، وأسأت إليه قبل أن يسيء إليك؟!
فكيف يدّعي الآباء عطفهم على أبنائهم من جهة، في حين أنهم من يتركونهم من جهة أخرى منذ استيقاظهم إلى نومهم بصحبة الخدم، ولا يعرفون عن أمرهم شيئًا، بينما نجد مواقف الرسول ﷺ في السيرة عكس ذلك تمامًا وهو من هو، ولديه من هم الأمّة وهم الدعوة ما لديه، إلا أنه حينما رأى الحسن والحسين يَسْقُطانِ على الأرضِ لصِغَرِهما، وكان هو يخطب على المنبر، لم يتحمل قلبه ذلك، بل نزل إليهم ليحملهم ويحتضنهم، وهذا دليلٌ على أن المُربي لا يصير مُربيًا فقط بمجرد إنجابه لأبنائه.
الفكرة من كتاب خواطر شاب 2
هذا الكِتاب هو الجزء الثاني لكِتاب “خواطِر شاب”، ويسرد الكاتِب في هذا الجزء مجموعة من الخواطر المُختلفة، التي تتنوع ما بين خواطر الفِكر وإعمال العقل، وخواطر حول تطوير الذات، إلا أن النصيب الأكبر منها كان يدور حول خواطِر الوعظ والإرشاد، إذ نجد الكاتِب يصحبنا في رحلةٍ للحديثِ عن شروط الأمر بالمعروف والنهي عن المُنكر، ويُعرِّفنا الكيفية التي يتسلل بها الشيطان إلى نفسِ الإنسان، ويُذكرنا بالنِّعَم التي لا نُلقي لها بالًا، ويدلنا على طريق اكتساب الأجر بالصبر.
مؤلف كتاب خواطر شاب 2
أحمد الشقيري: إعلامي سعودي الجنسية، حصل على درجة البكالوريوس في تخصص إدارة النُّظُم من إحدى الجامعات في مدينة (لونج بيتش – Long Beach) بولاية كاليفورنيا في الولايات المُتحدة الأمريكية، بدأ مسيرته بتقديم البرامج الفكرية التليفزيونية التي تحث الشباب على النُّضج عام (2002م)، وذاع صيته في المملكة العربية السعودية والوطن العربي بعد تقديمه سلسلة برنامِج خواطر تحديدًا.
له عِدّة مؤلفات أخرى، ومنها:
أربعون.
رحلتي مع غاندي.
خواطر شاب.
خواطر شاب من اليابان.
لو كان بيننا.