الميكانيكية اللاخطية والوعي البشري
الميكانيكية اللاخطية والوعي البشري
إن التقدُّم الهائل على صعيد التكنولوجيا وتصميم الحواسيب التي تقوم بملايين العمليات الحسابية في أجزاء من الثانية، أتاح لنا الحصول على نوع من الذكاء، وهو الذكاء الاصطناعي، ومن ثمَّ تمكنَّا من الوصول إلى معلومات مذهلة فتحت الباب أمام نظرية ثورية متعلقة بظاهرة طبيعية، وهي “نظرية الفوضى”، واسمها العلمي “الميكانيكية اللاخطية”، وبناءً على ذلك فإن الأشياء التي كانت تنظُر إليها الفيزياء الكلاسيكية على أنها عديمة المعنى، وغير قابلة للحل أو أنها فوضاوية، أصبحنا ندرك أن لها طرائق متماسكة منطقيًّا وقابلة للفهم، مثل عِلم النفس والطب النفسي اللذين يُعدَّان أكثر الفروع غير الخطية، كونهما لا يحويان منهجية واضحة، لأنهما يأتيان على قضايا من قبيل الحُب والمعنى والإرادة والتوتر والقلق وغير ذلك، ومن ثمَّ أصبح الطب النفسي ينظر إلى الإنسان بعين أوسع بكثير من فروع الطب التقليدية.
وبما أننا نملك حاسوبًا فائق الذكاء يفوق كل ما صنعناه، وهو العقل البشري، فبالتالي يمكن لردَّات فعل الجسد البشري أن تزوِّد العقل البشري بإشارات دالة على تغيُّر بسيط في الشروط الأولية، كالسفينة التي تُغيِّر درجة واحدة في اتجاهها، فتجدها تبتعد مئات الأميال، ما يعني أن أثرًا طفيفًا أو فرقًا بسيطًا في الوقت يمكن أن يُحدث تغييرًا كبيرًا، ومن ثمَّ سندرك الفرق بين ما هو داعم ومفيد، وما هو خلاف ذلك، ومن خلال الديناميكية اللاخطية سيتم حل كثير من المعضلات والمعطيات الغامضة وغير المنتظمة، إذ يفترض العالِم دائمًا أن حل المعضلات يبدأ من المعلوم -وهو (السؤال)- ثم يتم الانتقال إلى المجهول -وهو (الجواب)- باتباع تسلسل خطي حتمي وخطوات منطقية، فـ(أ) تؤدي إلى (ب)، و(ب) تؤدي إلى (ج)، إلا إن الديناميكية اللاخطية تتبع طريقًا معاكسًا، وذلك من خلال البدء بالمجهول، وهي (المعطيات غير الحتمية حول السؤال) والانتقال إلى المعلوم وهو (الجواب)، فـ(أ ب ج) تنفصل وفق تأثيرها، ولا تسير وفق حتمية خطية، والمطلوب منَّا هو البحث عن الترابط غير الخطي، وذلك من أجل الوصول إلى ترابط خطي يفهمه المراقب في النهاية.
وبناءً على ذلك، فمن خلال الاعتماد على الديناميكية اللاخطية يمكننا أن نرتقي بالوعي البشري من قياس (1 : 600) الذي يمثل أغلبية البشر، إلى قياس (600 : 1000) الذي يمثل مستوى الوعي الفوقي، وهي مرحلة الحكماء.
الفكرة من كتاب القوة مقابل الإكراه.. العوامل الخفية خلف السلوك البشري
إن الوعي الإنساني يتجلَّى في أشكال فريدة ومتنوِّعة، بعضها يبعث على الإكراه والضعف ويدمِّر حياة الفرد والوسط المحيط به، بينما البعض الآخر يبعث على القوة ومُثمر لحياة الفرد والمحيطين به، وكما هو الحال فإن حالة الشخص ليست ثابتة طوال الوقت، إذ قد يتصرَّف الشخص وفق مستوى وعي معين في أحد مجالات الحياة، ويتعامل بمستوى وعي آخر في مجال مختلف، ومن ثمَّ يُبيِّن الكاتب كيف يمكن تجاوز مستويات الوعي السلبية إلى مستويات الوعي الإيجابية للوصول إلى الوعي الفوقي حيث السلام النفسي.
مؤلف كتاب القوة مقابل الإكراه.. العوامل الخفية خلف السلوك البشري
ديفيد ر. هاوكينز: هو دكتور في الطب والفلسفة، وهو الرئيس المؤسِّس لمعهد الأبحاث الروحانية، ومن الباحثين الروَّاد في مجال الوعي الإنساني، كما أنه مؤلف ومحاضر وطبيب إكلينيكي ونفساني، ومن كتبه:
السماح بالرحيل.
الأنا الواقعية والذاتية.
العلاج والشفاء.
تجاوز مستويات الوعي.
عين الأنا.
معلومات عن المترجمين:
عاصم ن. علي: كاتب ومترجم، ومن ترجماته:
رواية خلف الأقنعة
أرجوان بنت سليمان: هي كاتبة ومترجمة سعودية، من كتبها:
للرحيل معنًى آخر.
ومن ترجماتها:
مبادئ للقيادة التحويلية.
سر السماح بالرحيل.