الموهبة والإبداع
الموهبة والإبداع
إن المواضيع المتعلِّقة بالمواهب والإبداع وبيئة العمل تُعدُّ من أكثر المخاوف لدى الأشخاص ذوي الحساسية المفرطة، ولكن بمجرد أن يعرف الشخص موهبته الحقيقية فسوف يبدأ بحل المشكلات التي تتعلَّق بالموهبة.
وكلمة “الموهبة” تعني الاستعداد الفطري للبراعة في أمر ما، وهي غاية في حياة أي إنسان، ومشكلة الشخص ذي الحساسية المفرطة بأنه لو لم يُجبر على أن يكون شخصًا عمليًّا فإنه سيفقد التواصل مع العالم الخارجي تمامًا، إذ إن التفرُّد بالدرجة الأولى هو قدرة الشخص على سماع الصوت الداخلي والخارجي وسط كل الضوضاء، فالبعض ينشغل بتلبية مطالب الآخرين حتى لو كانت مسؤولية حقيقية، وفي هذا الوقت عندما يرى الآخرون هذا الشخص فإنهم يمارسون عليه أنواع الضغوطات، وفي هذه الحالة يستجيب لهم الشخص مفرط الحساسية لا سيما أنه لا يريد أن يستاء منه أي إنسان، وهم حريصون كل الحرص على إرضاء الآخرين؛ لذا من الصعب عليهم “التحرر”، فالحرية هي إيجاد حقيقتك وليس ما تعتقد أن شخصًا ما يريدك أن تُصبح عليه!
ويمكنك تحويل شيء تحبه إلى مصدر رزق، ولكن تحويل الموهبة إلى وظيفة قد يبدو شاقًّا لدى الأشخاص مفرطي الحساسية لأن ذلك يستلزم عملًا خاصًّا أو ابتكار وظيفة جديدة! لذا يحتاج هؤلاء الأشخاص إلى الثقة بمميزاتهم.
والمعروف أن الأشخاص ذوي الحساسية المفرطة لديهم جانب فني يستمتعون بالتعبير عنه ويُقدِّرونه، وقد يحترفون هم شخصيًّا الفن كمهنة! ولكن للأسف فإن الانعزال حتى لو كان برؤية إبداعية خاصة يؤدي إلى زيادة حالة الحساسية.
ويميل الأشخاص ذوو الحساسية المفرطة إلى إدراك معاناة الآخرين، بل و يستنفدون طاقتهم في المساعدة.
ويعدُّ كل الأشخاص ذوي الحساسية المُفرطة موهوبين بسبب سمة الحساسية، بل وقد تمنحهم موهبتهم نوعًا خاصًّا من الجاذبية، ولكن هذا لا يجعل الآخرين يقدمون لك إلا القليل في مقابل أنهم يريدون منك أن تقوم بالكثير، وهذا قد يُصيبك بخيبة أمل وربما يقودك إلى العزلة، لذا احرص على تقدير ذاتك حق التقدير.
الفكرة من كتاب الشخص مفرط الحساسية
إننا وفي مختلف أعمارنا نواجه أشخاصًا من ذوي الحساسية المُفرطة، وقد نجهل كيفية التعامل معهم، لا سيما إذا كانوا أقرب الناس إلينا، لذا كان من الضروري شرح سمات هذه الشخصية بما فيها من عيوب ومميزات، حتى يسهل علينا أن نتعامل مع أصحاب هذه الشخصية باللين والرفق بدلًا من إلقاء اللوم عليهم بشكل مستمر، لأننا لا نملك الوعي التام بأفكارهم وطريقة تصرفاتهم، إذ إن هذا الكتاب حقًّا يُعدُّ كنزًا ثريًّا مليئًا بالتفاصيل التي تخصُّ الشخصيات ذات الحساسية المُفرطة.
مؤلف كتاب الشخص مفرط الحساسية
الدكتورة إلين إن أرون: عالمة نفس أمريكية، وهي كاتبة غير روائية وُلدت عام 1944، وألفت الكثير من المؤلفات حول الشخصيات التي تعاني الحساسية المُفرطة، ومن مؤلفاتها:
الشخص مفرط الحساسية في الحُب.
الوالد مفرط الحساسية.
العلاج النفسي للشخص مفرط الحساسية.
الذات المُقيَّمة بأقل من قيمتها.