الموت والحياة الأبدية
الموت والحياة الأبدية
يخاطب الله نبيه في القرآن فيقول: ﴿إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ﴾، لا يقول إنك ستموت بل يقول “إنك ميت”، إنك تحيا بي وتسمع بي وتنطق بي، وهذا شأن كل بشري، لا حياة له في ذاته وإنما الكل معتمد في وجوده على الواحد القهار، المستغني بوحدانيته عن كل شيء.
إن الموت حاضر في كل لحظة ومؤجل في كل لحظة، وإننا نعيش على استعارة وسلفة نستعيرها من الله.
ويخبرنا الكاتب أننا نحب عبثًا، نحب لنفارق من أحببنا، فهو حب إلى حسرة وخيبة إلا إذا اخترنا أن نحب الحي الباقي الذي لا يموت، حيث يتكرر النذير بالموت والفناء في القرآن عشرات المرات ليلفت النظر إلى الحقيقة المؤكدة بامتداد الحياة إلى أجل محدود نهلك بعده حتمًا، ومع ذلك لا أحد يعيرها اهتمامًا، والكل يعيش ويتصرف كما لو أنه سوف يخلد على الأرض.
فنحن في أعماق سرائرنا نشاء ونختار ونملك موهبة الحكم على الأشياء، ولهذا خلقنا الله على الأرض وجعلها لنا بروفة يكون بعدها سؤال وحساب وإعادة ترتيب مقامات، والذي يقول إن الإنسان مجموعة وظائف فسيولوجية لا غير، عليه أن يفسر أين يذهب الإنسان في لحظة النوم، لأن النوم ثم اليقظة هو النموذج المصغر للموت.
الفكرة من كتاب القرآن محاولة لفهم عصري
“كل منا في حياته الخاصة.. من تفاوت المستويات التي يمكن أن يعيش فيها.. لا نقصد مستويات الدخل، وإنما نقصد شيئًا أعمق، نقصد المستويات الوجودية ذاتها”.. بأسلوب فلسفي عميق؛ يأخذنا الكاتب في جولة لمناقشة بعض القضايا المُحيرة مثل البعث والخلود والساعة والغيب والجنة والموت، وعلم الله الواسع وأسمائه وصفاته وقصة الخلق.
مؤلف كتاب القرآن محاولة لفهم عصري
مصطفى كمال محمود حسين، طبيب وكاتب مصري. وُلِدَ في الـ27 من ديسمبر عام 1921، وتوفي في الـ31 من أكتوبر عام 2009. درس الطب ولكنه تفرغ للكتابة والبحث.
ألَّف الكثير من الكتب التي تتراوح بين القصة والرواية الصغيرة إلى الكتب العلمية والفلسفية والاجتماعية والدينية، ومن أهم كتبه: “أينشتين والنسبية – التوراة – عصر القرود – حوار مع صديقي الملحد – المؤامرة الكبرى”.