الموت.. بداية حياة
الموت.. بداية حياة
يقول جبران في كتابه: إن المرء يسعى دائمًا لمعرفة أسرار الموت، ولكن كيف يجدها إن لم يسعَ إليها في قلب الحياة؟
ويضرب لنا الكاتب مثال البومة التي لا تفتح عينيها إلا في الظلمة، البومة العمياء عن نور النهار، لا تستطيع أن تنزل الحجاب عن أسرار النور.
فيقول: فإذا رغبت بالحقيقة في أن تنظر إلى روح الموت، فافتح أبواب قلبك على مصارعيها لجسد الحياة. لأن الحياة والموت واحد، كما أن النهر والبحر واحد أيضًا.
كما يشبِّه جبران الخوف من الموت بارتجاف الراعي الواقف أمام الملك عندما يرفع يمينه فوق رأسه لكي يكرمه وينعم عليه بوسام الرضى.
ألا تطيب نفس الراعي مع تلك الرعشة لأن ملكه يقلده وسام الشرف والرضى؟
كما يتساءل الكاتب: وهل موت الإنسان هو أكثر من وقوفه عاريًا في الريح وذوبانه في حرارة الشمس؟ وهل تنقطع منا الأنفاس إلا لكي تتحرر من دورانها المتواصل، كي تستطيع أن تنهض من سجنها وتحلق في الفضاء ساعيةً إلى خالقها من غير قيد ولا عائق؟
الفكرة من كتاب النبي
يعدُّ كتاب “النبي” أشهر كُتب جبران الذي كتبه بالإنجليزية وتُرجم إلى أكثر من خمسين لغةً، وهو درة ما كتبه وخلاصة ما توصَّلَ إليه، وعصارة تجارِبه الذاتية ونظرته الحياتية؛ فهو يحوي خلاصة آراء جبران في الحب والزواج والأولاد والبيوت والثياب والبيع والشراء والحرية والقانون والرحمة والعقاب والدين والأخلاق والموت واللذة والجمال والشرائع وغيرها، لذا فقد اعتبر جبران كتابه هذا «ولادتَه الثانية» التي ظلَّ ينتظرها ألف عام.
وقد روى رسالته على لسان نبي سمي “المصطفى”.
رسالة هذا النبي رسالة المتصوف المؤمن بوحدة الوجود أن الروح تتعطش للعودة إلى مصدرها، وأن الحب جوهر الحياة.
وقد عبر جبران في هذه الرسالة عن آرائه في الحياة من خلال معالجته للعلاقات الإنسانية التي تربط الإنسان بالإنسان.
مؤلف كتاب النبي
جبران خليل جبران، شاعر وكاتب ورسام عربي لبناني، وُلد في السادس من يناير (كانون الثاني) عام 1883م في بلدة بشري في شمال لبنان ونشأ فقيرًا.. لم يتلقَّ “جبران” التعليم الرسمي خلال شبابه في متصرفية جبل لبنان. هاجر صبيًّا مع عائلته إلى الولايات المتحدة الأمريكية، ليدرس الأدب وليبدأ مسيرته الأدبية والكتابة باللغتين العربية والإنجليزية.
امتاز أسلوب جبران بالرومانسية، ويعدُّ من رموز عصر نهضة الأدب العربي الحديث، وخاصة في الشعر النثري.
من أهم مؤلفاته:
الأرواح المتمردة.
دمعة وابتسامة.
مناجاة أرواح.
الأجنحة المتكسرة.
المواكب.
حديقة النبي.
أرباب الأرض وغيرها من المؤلفات.
توفي جبران خليل جبران في نيويورك في 10 أبريل (نيسان) عام 1931، أي عن عمر ناهز الـ 48 عامًا، بسبب مرض السل وتليف الكبد، وقد تمنى جبران أن يدفن في لبنان، وتحققت أمنيته في 1932، حيث نقل رفاته إليه، ودفن هناك فيما يُعرَف الآن باسم “متحف جبران”.