المواد الخام إلى أين؟
المواد الخام إلى أين؟
ظهر مؤخرًا كتاب لدِينِيسْ مِيدُوزْ -أحد قادة النزعة المالتوسية الجديدة- ضم موارد للمعادن الرئيسة مع تقديرات لاحتياطياتها وإمكانياتها المحتملة، وخلص إلى نفاد المعادن في مدد تتراوح بين 6 سنوات و154 سنة، ولأن نظرتنا تتناقض مع نظرة ميدوز، سنجعل وظيفتنا هنا بيان خطأ تقديراته في بعض المعادن المهمة.
استنتج ميدوز أن السنوات الباقية للألمونيوم تتراوح بين 33 و49 عامًا، لكنه اقتصر في بحثه على الألمونيوم الموجود في خام البوكسيت، والحقيقة أنه تجاهل أن الألومنيوم يعد أكثر المعادن وفرة في القشرة الأرضية، إذ يشكل 8% منها والمساحة الجيولوجية للولايات المتحدة تورد 10 مصادر رئيسة للألمونيوم غير البوكسيت، كما استنتج ميدوز أن احتياطي الحديد يكفي لـ154 سنة فقط رغم أن الحديد يشكل 6% من القشرة الأرضية.
علاوة على ذلك، فقد بدأ استخدام تقنيات لاستخلاص الفلزات من خامات منخفضة الدرجة عن طريق ترشيحها في المحاليل ما سهل استخلاص معادن هامة كالزنك والفضة والنحاس، كما نتوقع بحلول عام 2000م استكمال التجهيزات اللازمة لاستخراج المعادن من طبقات عميقة تحت الأرض، كما توافرت التكنولوجيا اللازمة لاستخراج المعادن من المحيطات والبحار والصخور، إذ تشير الحسابات إلى أن كل كيلومتر مربع من مياه البحار يحتوي على 37.5 مليون طن من المواد الصلبة المذابة أو المعلقة.
على كلٍّ، لا يمكن القول إن المعادن لا تنقص، لكن لا يمكن القول أيضًا إن نقصها يهدد بقاءنا على الأرض.
الفكرة من كتاب العلم بعد مائتي عام: الثورة العلمية التكنولوجية خلال القرنين القادمين
ضمت سبعينيات القرن الماضي ضربات قاصمة، تجارب مميتة وتكنولوجيا مدمرة وموارد محدودة وأفواهًا جائعة تتزايد باطراد، وعلى الصعيد السياسي ظهرت حركات تحرر وسباقات تسلح وحرب نووية يوشك أن يُشعَل فتيلها، واكتملت الظلمة بأزمة البترول التي افتعلها العرب، أو هكذا يرى الكاتب.
هذا التسلسل السريع للأحداث عدَّه البعض جرس إنذار لإقناع العالم بتغيير وجهته، وعدَّه الآخرون مجرد خوف مفرط ومبالغة في الحذر، وكان كاتبنا من النوع الأخير.
الكتاب أصدره معهد هدسون في السبعينيات إبان احتفال أمريكا بمرور مئتي عام على استقلالها، يبدي وجهة النظر الأمريكية على المخاطر التي شغلت الرأي العام تلك الفترة، كمخاطر النمو السكاني والتكنولوجي ونفاد الطاقة والموارد الطبيعية وتلوث البيئة.
مؤلف كتاب العلم بعد مائتي عام: الثورة العلمية التكنولوجية خلال القرنين القادمين
هيرمان كان: عالم فيزيائي ورياضي ومؤسس ومدير معهد هدسون للأبحاث.
وليام براون: عالم فيزيائي درس في جامعة كاليفورنيا، متخصص في الاستراتيجية العسكرية ومهتم بدراسات الطاقة وموارد البيئة.
ليون مارتل: عالم سياسة درس العلاقات الدولية والسياسة السوفيتية في جامعة هوفتر، وله تجربة في المخابرات العسكرية والسياسة، ومهتم بدراسات الأمن القومي الأمريكي.
معلومات عن المترجم:
شوقي جلال: تخرج فـي كلية الآداب جامعة القاهرة قسم الفلسفة وعلم النفس عام 1956م، وترجم للمكتبة العربية أكثر من اثني عشر كتابًا في الفلسفة وعلم النفس، وله عدة أعمال منها:
بافلوف وفرويد.
الأصوات والإشارات.
إفريقيا في عصر التحول الاجتماعي.