المواد الإباحية جدلٌ مستمر
المواد الإباحية جدلٌ مستمر
لطالما كانت المواد الإباحية تمثل حالة من الجدل الذي لا ينتهي، ومدى علاقتها بحرية الكلام وهل تستحق أن تُعامل على هذا الأساس أم لا، وهل يجب منعها مطلقًا أو فرض رقابة عليها؟ إن المواد الإباحية هي كل ما يثير المتلقي جنسيًّا بصورة مرئية كالصور أو الفيديوهات أو بصورة مسموعة أو مكتوبة، لكن هل حرية التعبير من ضمنها المواد الإباحية حتى يتم الحفاظ على وجودها؟!
إن المواد الإباحية لا تحظى بذلك النوع من التواصل المجتمعي كالخطابات السياسية والأعمال الفنية، لذا فهي ليست من تلك التي يسعى مبدأ حرية التعبير لحمايتها لأنها مجرد أداة جنسية لا أكثر ولا أقل، بل ويجب معاملتها كقضية أخلاقية واجتماعية، وأن من يقول غير ذلك فهو يزيف طبيعتها القانونية والفكرية ويتخذ حرية التعبير ستارًا للاستغلال الجنسي، وهو ما عبَّرت عنه كاثرين ماكينون التي قادت حملة ضخمة قانونية ضد الإباحيات في ثمانينيات القرن الماضي.
ويرى داعمو المواد الإباحية وجمهورها، أنها تفيد المجتمع بتقديم رؤية شاملة للاحتمالات الجنسية كما تبين لهم البدائل الجنسية بصورة خيالية آمنة، كما توفر نوعًا من المعلومات يختلف عن الكتب التعليمية، لكن ما الأضرار التي تجعل الإباحية مرفوضة؟ تنقسم الأضرار إلى نفسية وجسدية ومجتمعية، فالأضرار النفسية تشمل ما تتعرَّض له المشاركات في الإباحية من أذى مباشر بالاغتصاب والإجبار على القيام بأفعال ضد رغبتهن، مما قد يؤدي إلى تفشي الاكتئاب وغيره من الأمراض النفسية التي قد تصل إلى الانتحار، أما الأذى الجسدي فيتمثل في الإصابات الجسدية والإصابة بالأمراض المُعدية المنتقلة بالجنس، والمشكلة أن السلطات القانونية لا تتعامل معهن بجدية بسبب طبيعة عملهن.
أما عن الضرر المجتمعي فإن الباحثين يقولون إن الأعمال الإباحية تبعث برسائل مغلوطة عن النساء كما لو أنهن مجرد أشياء دون مشاعر إنسانية، وتدعو تلك الأفلام إلى معاملة النساء على أنهن مناطق جسدية فقط لا غير، كما تزيد بفضل تلك المواد معدلات التحرش والاغتصاب والعنف ضد المرأة.
لا شك أن انتشار الإباحية يدمر أخلاقيات المجتمع ويجعله عُرضة لانتشار الجرائم والحوادث، حيث إن مشاهدة كل مقطع إباحي يمثل تدريبًا لمجرم ما في مكانٍ ما في انتظار الفرصة المناسبة لتنفيذه، وبالتالي لمنع كل الأضرار المتوقعة على المجتمع يجب التحرك القانوني لفرض قيود تصل إلى المنع الكلِّي لنشر أو تبادل تلك المواد وعدم الالتفات إلى قول الليبراليين بحجتهم المعتادة “المنحدر الزلق”، بالإضافة إلى أن المواد الإباحية ليست كلامًا أو تعبيرًا حتى تُعامل نفس المعاملة.
الفكرة من كتاب حرية التعبير: مقدمة قصيرة جدًّا
يطرح الكاتب مقدمة بسيطة عن حرية التعبير ويشرح في البداية تعريفها وفوائدها وأضرارها، ثم يخصُّ بالذكر موضوعات بعينها كالمواد الإباحية وهل تندرج تحت حرية التعبير أم لا، كما يبيِّن أثر ظهور الإنترنت في حرية الكلام والأذى الذي تعرَّض له المجتمع بسببه.
مؤلف كتاب حرية التعبير: مقدمة قصيرة جدًّا
نايجل ووربيرتن Nigel Warburton: فيلسوف بريطاني حصل على درجتي البكالوريوس من جامعة بريستول والدكتوراه من جامعة كامبريدج، حاضرَ في جامعة نوتنجهام قبل التحاقه بقسم الفلسفة بالجامعة المفتوحة.
ألَّف العديد من الكتب الفلسفية الشهيرة، ومنها:
مقدمة للحرية.
أساسيات الفلسفة.
التفكير من الألف إلى الياء.