المهارات التنفيذية
المهارات التنفيذية
نشعر بالإحباط عند رؤية أطفالنا، الذين يملكون قدرات ذهنية لفهم الرياضيات أو تعلم اللغات، عاجزين عن أداء أمور يومية لا تحتاج إلى مجهود ذهني كترتيب الغرفة. لكن المشكلة ليست في قدرتهم على الاستيعاب بل في قدرتهم على تنسيق سلوكهم لفعل شيء معين، بمعني أدق لا يستطيعون استخدام ذكائهم بالشكل المناسب لافتقارهم إلى ما يسمى بالمهارات التنفيذية.
المهارات التنفيذية هي مهارات قائمة على المخ، والجزء المسؤول عنها الجبهة الأمامية، وهي مطلوبة لأداء المهام. تنقسم تبعًا لدورها إلى قسمين، مهارات التفكير وتشمل: الذاكرة العاملة (القدرة على الاحتفاظ بالمعلومات)، والتخطيط، والتنظيم، وإدارة الوقت وإدراك الإدراك (القدرة على إلقاء النظر على النفس في موقف ما لمراقبة السلوك أو طريقة حل المشكلات)، ومهارات السلوك وتشمل: كبح رد الفعل (القدرة على التفكير قبل التصرف)، والسيطرة على الانفعالات، وإطالة الانتباه، وبدء المهمة، والمثابرة نحو الهدف، والمرونة (القدرة على تعديل الخطط لمواجهة العقبات).
إننا نولد ولدينا استعداد لاكتساب هذه المهارات، وقبل الوصول إلى سن الخامسة، نمر بمرحلة التعلم السريع التي تحتوي العديد من التجارب التي تساعدنا على اكتساب المهارات، فمن سن ستة أشهر إلى سنة يُظهر الطفل القدرة على كبح رد الفعل، والسيطرة على الانفعالات والذاكرة العاملة، بينما من سن سنة إلى سنتين يُظهر مهارة التخطيط والمرونة، وفي باقي تلك المرحلة تظهر المهارات الأخرى. قد يُظهر الطفل الضعف في بعض المهارات نتيجة لصدمة في الجبهة الأمامية، ووجوده في بيئة ضارة، الوراثة، أو لعدم استخدام تلك المهارات مما يؤدي إلى تخلص العقل من النهايات العصبية المسؤولة عنها. ويمكن تحديدها بطرق عدة، منها:
معرفة ما إذا كان الطفل يلبي التوقعات في المدرسة أم لا، فإذا كان يلبيها فإن مهاراته تتحسن.
مقارنته بزملائه وأصدقائه مع مراعاة التفاوت الطبيعي بينهم، أو يمكن مناقشة المعلم إذ إنه يعرف الطفل كما يمتلك المعرفة والخبرة.
وأخيرًا يُمكنك استخدام الاستبيانات المذكورة في الكتاب، لتستطيع من خلالها تحديد مهارات طفلك.
الفكرة من كتاب ذكي ولكن مُشتت
هل تشعر في أثناء الاستعداد للمدرسة صباحًا أو في وقت النوم أنك في معركة مع طفلك؟ هل تعاني من نسيانه لأغراضه في المدرسة؟ هل تشعر بالغضب عند رؤية غرفته غير المنظمة؟ هل يستطيع التعامل مع التغيرات في الخطط أم المشكلة أنه لا يستطيع التخطيط من الأساس؟ هل يمكنه السيطرة على رد فعله في أثناء مروره بموقف يثير أعصابه أو يجعله قلقًا أم لا؟ هل تلاحظ في أثناء تكليفه بمهمة ما أنه يستطيع تحديد من أين يبدأ أو يستطيع إكمال المهمة في الوقت المحدد ودون تشتت؟
قد تلاحظ أنه لا يستطيع أداء مهام يستطيع الأطفال في نفس سنه أداءها، ولا بد أنك لجأت للصراخ والاستعطاف والتفسير ولكن دون جدوى.. في الواقع لا يتعمد طفلك إثارة غضبك، ويرغب في أداء مهامه لكنه يفتقد المهارات المطلوبة لأداء المهام التي تُعرف بالمهارات التنفيذية، الخبر الجيد أن هذه المهارات يُمكن أن تُكتسب تدريجيًّا وبشكل أوضح في أول عقدين من الحياة، وسيساعدك هذا الكتاب على معرفة هذه المهارات واكتشاف ما يفتقده طفلك منها، كما يوجهك إلى الطريق الذي من خلاله يمكنك تنمية مهاراته.
مؤلف كتاب ذكي ولكن مُشتت
بيج داوسون: اختصاصية علم النفس السريري في مركز التعلم واضطرابات نقص الانتباه في مركز Seacoast Mental Health بمدينة بورتسموث، بولاية نيوهامبشاير. كانت رئيسة سابقة للجمعية الوطنية لعلماء النفس المدرسيين (NASP) والجمعية الدولية لعلم النفس المدرسي. حاصلة على الدكتوراه في التربية كما حصلت على جائزة الإنجاز مدى الحياة من NASP.
ريتشارد جوار: اختصاصي في علم النفس العصبي، ومدير مركز التعلم واضطرابات نقص الانتباه، كما أنه حاصل على شهادة اختصاص كمحلل سلوكي. تُركز أبحاثه ومنشوراته على فهم ومعالجة الصعوبات في التعلم ونقص الانتباه والاضطرابات العصبية.
للدكتورة داوسون والدكتور جوار خبرة تزيد على ثلاثين عامًا في التعامل مع الأطفال الذين يعانون صعوبة التعلم، والانتباه، والسلوك. وألفا معًا كتاب: المهارات التنفيذية لدى الأطفال والمراهقين: دليل عملي للتقييم والتدخل.