المهاجرون في الولايات المتحدة وأستراليا
المهاجرون في الولايات المتحدة وأستراليا
تحتوي الولايات المتحدة على أعلى نسب لمعدلات الاحتجاز في السجون مقارنةً بدول العالم الأخرى، ومعظم هؤلاء السجناء من المهاجرين، والأقليات العرقية داخل الدولة.
وتنظر الشركات الخاصة إلى هذه المعدلات الزائدة في عدد المحتجزين، على أنها فرصة فريدة لجني الأرباح، ونتيجة لهذه الزيادة الهائلة في عدد المحتجزين، أصبحت صناعة السجون في الولايات المتحدة من الصناعات المزدهرة، وسوقًا خصبة لعمل الشركات المتعددة الجنسيات التي تعمل في تقديم الخدمات التي تتعلق بعمل مراكز الاحتجاز.
ولقد زاد نفوذ القائمين على هذه الصناعة، إلى درجة ممارسة الشركات الخاصة ضغوطًا شديدة على الهيئة القضائية لحملها على إصدار أحكام أكثر صرامة، كي تستمر هذه الشركات في تحسين عائداتها المادية، إذ تضمن هذه الشركات استمرار عملها، إذا كانت السجون مملوءة دائمًا بالمحتجزين.
وتدفع الحكومة كثيرًا من النقود للشركات الخاصة للتعامل مع هذه الزيادة في أعداد المحتجزين، بدلًا من محاولة معالجة المشكلات التي دفعت هؤلاء الأشخاص إلى دخول السجن، كما تتجه سياسات الدولة إلى خصخصة جميع الخدمات التي تتعلق بالسجناء، للتخلص من عبء تحمل المسؤولية.
ولا يدعي المجتمع الرأسمالي أن الغرض من هذه المنظومة التي يعامل فيها المحتجزين كسلع، هو تحقيق الشركات الخاصة للربح، بل تمتلئ الصحف ووسائل الإعلام بالترويج لدعاوى من قبيل أن هذه الزيادة في أعداد المحتجزين نتاج لتحقيق العدالة، وتطهير المجتمع، ومحاربة الإرهاب.
وفي ظل اندفاع الشركات الخاصة نحو زيادة هامش الربح وتخفيض التكلفة، فإن وجود نظام أكثر إنسانية للتعامل مع المحتجزين في السجون يصبح من الأمور غير القابلة للتنفيذ.
الفكرة من كتاب رأسمالية الكوارث: كيف تجني الحكومات والشركات العالمية أرباحًا طائلة من ويلات الحروب ومصائب البشرية
إن التأثير المدمر للرأسمالية في الحياة والبيئة والمجتمع، قد بلغ ذروته في الأيام التي نعيش فيها، فعدم المساواة في الدخول، وتحكم الشركات في سياسات الدول، وانتشار ثقافة السعي وراء المادة والربح، دون الالتزام بالمعايير الأخلاقية، جميعها آثار للنظام الرأسمالي الذي نعيش فيه
وتمثل الحروب والكوارث التي تحدث في دول العالم، إحدى الأسواق الخصبة لعمل الرأسماليين، إذ تعمل الشركات الأجنبية وحكومات دول العالم الكبرى على استغلال الكوارث والحروب التي تحدث في أنحاء العالم، لجني الأرباح عن طريق استغلال موارد هذه الدول، ثم العمل على إطالة أمد الصراعات فيها، كي تظل مصدرًا لجني الأرباح.
يحتوي هذا الكتاب على قصص لمجموعة من الدول، عانت شعوبها من الآثار المدمرة للرأسمالية، لكنها لم تكن مرئية بما يكفي كي تتحدث عنها وسائل الإعلام الغربية.
مؤلف كتاب رأسمالية الكوارث: كيف تجني الحكومات والشركات العالمية أرباحًا طائلة من ويلات الحروب ومصائب البشرية
أنتوني لوينشتاين: صحفي أسترالي مستقل، ومنتج أفلام وثائقية، يعمل في صحيفة الجارديان البريطانية، كما كتب عديدًا من التحقيقات والتقارير والمقالات لهيئة الإذاعة البريطانية BBC، وصحيفة The Nation، وقناة الجزيرة الفضائية، وصحيفة واشنطن بوست الأمريكية، وله فيلم وثائقي حول كوارث الرأسمالية بعنوان Disaster Capitalism.
وله عدة مؤلفات أخرى غير هذا الكتاب، من أبرزها:
The Blogging Revolution.
Loving This Planet: Leading Thinkers Talk About How to Make A Better World.
معلومات عن المترجم:
أحمد عبد الحميد: حاصل على ليسانس الآداب، قسم الصحافة، من جامعة القاهرة، وعضو في منظمة الصحفيين العالمية، عمل محررًا ومترجمًا لدى وكالة الشرق الأوسط المصرية، ووكالة أنباء رويترز، وعدد من الصحف الأخرى.
ترجم عديدًا من الكتب، أبرزها كتاب “الشرق الأوسط المعاصر: محاولة للفهم”.