المهاجرون في المملكة المتحدة
المهاجرون في المملكة المتحدة
لم تخلُ دولة مثل بريطانيا كذلك من الآثار الكارثية للنموذج الرأسمالي، كزيادة نفوذ الشركات الخاصة على حساب مؤسسات الدولة، وانعدام المساءلة، وشيوع الفساد، وإهمال الأقليات وتسخيرهم لخدمة النظام الرأسمالي، وتقديم الربح على أي اعتبار أخلاقي.
وتنتشر في بريطانيا ثقافة شيطنة اللاجئين، إذ يروج لهذه الثقافة بكثرة في وسائل الإعلام وأوساط السياسيين.
والهدف من الترويج لهذه الثقافة هو إبقاء الجمهور وعامة الشعب في حالة من الخوف الدائم والشعور بانعدام الأمن، ومن ثم ادعاء المستفيدين من انتشار ثقافة شيطنة اللاجئين والأقليات في المجتمع، أنهم يعرفون كيفية تهدئة الأوضاع في المجتمع والسيطرة عليها.
وأبرز المستفيدين من انتشار هذه الثقافة هم أصحاب الشركات الخاصة، لذلك فليس من الغريب أن يزدهر عمل الشركات في المملكة المتحدة، في الصناعات نفسها التي يزدهر بها عمل الشركات في الدول الأخرى التي تحدثنا عنها، كتوفير الخدمات التي تتعلق بمراكز الاحتجاز، والخدمات التي تتعلق بالأمن والتكنولوجيا، وتوفير المعلومات.
وتحت ستار التنمية تعيد بريطانيا استعمار دول العالم النامي، إذ تتعرض هذه الدول للاستغلال من بريطانيا باسم تحقيق التنمية في دول العالم الفقيرة، إذ تنفق معونات التنمية لمساعدة شركاتها المحلية مثل يونيليفر على الاستحواذ على مساحات شاسعة من الأراضي والأسواق في قارة إفريقيا.
وتعمل بريطانيا ودول العالم الكبرى، على تأهيل نخب سياسية من السكان المحليين للدول النامية، عن طريق استجلاب هذه النخب إلى أرضها، ثم إعادتهم إلى موطنهم الأصلي، ليعملوا على تحقيق مصالحها والدفاع عنها.
الفكرة من كتاب رأسمالية الكوارث: كيف تجني الحكومات والشركات العالمية أرباحًا طائلة من ويلات الحروب ومصائب البشرية
إن التأثير المدمر للرأسمالية في الحياة والبيئة والمجتمع، قد بلغ ذروته في الأيام التي نعيش فيها، فعدم المساواة في الدخول، وتحكم الشركات في سياسات الدول، وانتشار ثقافة السعي وراء المادة والربح، دون الالتزام بالمعايير الأخلاقية، جميعها آثار للنظام الرأسمالي الذي نعيش فيه
وتمثل الحروب والكوارث التي تحدث في دول العالم، إحدى الأسواق الخصبة لعمل الرأسماليين، إذ تعمل الشركات الأجنبية وحكومات دول العالم الكبرى على استغلال الكوارث والحروب التي تحدث في أنحاء العالم، لجني الأرباح عن طريق استغلال موارد هذه الدول، ثم العمل على إطالة أمد الصراعات فيها، كي تظل مصدرًا لجني الأرباح.
يحتوي هذا الكتاب على قصص لمجموعة من الدول، عانت شعوبها من الآثار المدمرة للرأسمالية، لكنها لم تكن مرئية بما يكفي كي تتحدث عنها وسائل الإعلام الغربية.
مؤلف كتاب رأسمالية الكوارث: كيف تجني الحكومات والشركات العالمية أرباحًا طائلة من ويلات الحروب ومصائب البشرية
أنتوني لوينشتاين: صحفي أسترالي مستقل، ومنتج أفلام وثائقية، يعمل في صحيفة الجارديان البريطانية، كما كتب عديدًا من التحقيقات والتقارير والمقالات لهيئة الإذاعة البريطانية BBC، وصحيفة The Nation، وقناة الجزيرة الفضائية، وصحيفة واشنطن بوست الأمريكية، وله فيلم وثائقي حول كوارث الرأسمالية بعنوان Disaster Capitalism.
وله عدة مؤلفات أخرى غير هذا الكتاب، من أبرزها:
The Blogging Revolution.
Loving This Planet: Leading Thinkers Talk About How to Make A Better World.
معلومات عن المترجم:
أحمد عبد الحميد: حاصل على ليسانس الآداب، قسم الصحافة، من جامعة القاهرة، وعضو في منظمة الصحفيين العالمية، عمل محررًا ومترجمًا لدى وكالة الشرق الأوسط المصرية، ووكالة أنباء رويترز، وعدد من الصحف الأخرى.
ترجم عديدًا من الكتب، أبرزها كتاب “الشرق الأوسط المعاصر: محاولة للفهم”.