المنهج الأخلاقي في الإسلام
المنهج الأخلاقي في الإسلام
لماذا أصبحت المجتمعات الإسلامية بهذا التدنِّي الأخلاقي؟ هذا على الرغم من مخالفة ذلك للمنهج الذي أقرَّه الدين لحياة المجتمع.
ولعلَّ سبب ذلك يتضح قليلًا في اتجاه البلدان الإسلامية أو أغلبها إلى الحلول الوقتية والقوانين الوضعية في فترة ما بعد خروج المستعمر من أراضينا، والتي تفشل في مجابهة هذا التغيُّر المتسارع في المجتمع، والذي يلزم معه منهج ثابت متأصِّل يعرف طبيعة النفس البشرية ويضبط سلوك الفرد وسلوك المجتمع.
الظواهر المرضية السلوكية والإجرامية ألفتها المجتمعات الغربية، بل وتطبَّعت معها أحيانًا في عاداتها وقوانينها وذلك عكس المجتمع الإسلامي الأصيل، لأنه يرفض هذه الظواهر ويهتم غاية الاهتمام بصحة المجتمع وصحة أفراده، وأيضًا مفهوم الخطأ الفردي في الإسلام شيءٌ مُتقبَّل ما دام في محيط الشخص ولم يتعدَّاه إلى سواه واعتزامه التوبة والرجوع عما أخطأ فيه، لكن ما إن يتعدَّى السلوك على الآخر ويؤثر فيه أو يتأثر به فإن الإسلام يحارب الظاهرة في كل مكان وكل موقع، وذلك قد أنشا نوعًا ما من الحس الأخلاقي والمسؤولية الفردية عند غالب المسلمين، وما شذَّ عن ذلك فهو خلاف للقاعدة وتسوقه النفس البشرية والشيطان وليس خللًا في المنهج.
ولندلِّل على هذا المنهج نجد أن الإنسان ينشأ من يومه الأول على السعي لإشباع غرائزه ودوافعه البيولوجية والجسدية من طعام وشراب ونوم، ثم تبدأ دوافع جديدة في الظهور كدافع الجنس بعد مرحلة البلوغ، ولما كان هذا الدافع يؤثر في سمات شخصية الإنسان وسلوكه العام ويؤثر في المجتمع ككل، عني المنهج الإسلامي بتنظيم هذا الدافع وتقنينه وجعله في صورة مميزة دقيقة ليسير المجتمع في حركة انسيابية صالحة، وهذا التنظيم العاقل يتضح في الفرق بين الحاجات العضوية؛ فهناك حاجات أوَّلية لا بدَّ من إشباعها كالنوم والطعام ومن دونها لأيام قليلة قد يتلف عقل الإنسان وجسمه، على عكس الحاجة الجنسية، التي يمكن تأجيلها قليلًا دون تلف.
الفكرة من كتاب الانحرافات السلوكية الأسباب والعلاج
أحيانًا يصدر منا أو من الآخرين سلوكيات معينة، ولا ندري ما الذي يدفعنا ويدفعهم إلى ذلك؟ وما الذي يدفع غير الأسوياء إلى سلوكياتهم الشاذة؟ هل هناك دوافع وراء ذلك أم أن السلوك يختلف من فرد إلى آخر؟
يتحدَّث الكتاب عن الانحرافات السلوكية ويفرقها عن السلوكيات السوية الطبيعية، ويعقد مقارنة بين النظرة الدينية للإنسان ونظرة علم النفس الحديث له، ثم يذكر دور الأسرة والمجتمع في مراحل نموه العقلية والعاطفية ومقدار ما تحدثه من تأثيرات فيه، ثم يبيِّن الاختلاف الفجَّ في منظومة القيم والأخلاق بين المنهج الإسلامي وما سواه.
مؤلف كتاب الانحرافات السلوكية الأسباب والعلاج
صباح عباس: كاتبة من مواليد مدينة صفوى بالعراق، جلُّ اهتمامها في الشأن الأسري، لها الكثير من المؤلفات في ذلك: “الحياة الزوجية: مشاكل وحلول”، و”حتى لا يكون الحلم حطامًا”، و”فن الإدارة (دليلك إلى النجاح)”.