المنهجية التقليدية
المنهجية التقليدية
سيطر الخوف على العلماء في ظل عصور الضعف الإسلامي والمرحلة التي تلتها من استعمار الدول الأوربية للعديد من البلدان، فتم اللجوء تحت تأثيره إلى تجميد التجديد الفقهي والاكتفاء بما وصل إليه المتقدمون، مما أفضى إلى قصور فقهي واضح تمثل في عجز العلماء عن التعامل مع المستجدات الواقعية، وأدى ذلك إلى انتشار الحركات الصوفية الباطنية كرد فعل لإشباع النقص الحاصل روحيًّا، وقد تم توظيفها وتشجيعها وزيادة مساحات تأثيرها في الشعوب من قبل المستعمر، بالتزامن مع ثورة العلوم الصناعية في أوروبا، فاتسع الفارق بين الحضارتين.
ورغم ذلك كانت هناك محاولات متكررة لإصلاح المنظومة الفقهية من الداخل مثل دعوة الشيخين ابن تيمية وتلميذه ابن القيم، وحركة الشيخ محمد بن عبدالوهاب في الحجاز، وجهود الشيخين جمال الدين الأفغاني وتلميذه محمد عبده من بعده، إلا أن أغلبها باءت بالفشل، لفقرها من طبقة المجتهدين المجددين لعجز نظم التعليم المعاصرة وقتها عن توليد هذه الطبقة، فاستمر حصر شروط الاجتهاد التعجيزية في ظل النظم التعليمية القائمة على المتقدمين.
وتحت تأثير التراث الفكري اليوناني نشأ علم الكلام وتم فصل الدين عن العقل، وتعددت مناهج البحث لمحاولة الوصول إلى الحقائق الكبرى، وتوهم الكثيرون تعارض العقل مع الوحي رغم منزلته في الإسلام واعتباره حد التكليف، والعناية بسلامته وتكوينه وصيانته وتوجيه الخطاب الدعوي إليه أولًا، ولكن التعارض نتج عن سوء فهم مراتب القطعي والظني.
وأدى أيضًا فصل الفكر عن العمل إلى تعظيم الفكر النظري والتجريدي في الأمور والظواهر وبخس مكانة العمل وأهميته، مما أدخل الأمة في نفق مظلم ودورة لا تنتهي من النقاشات دون نتائج واقعية على الحياة الفكرية والاجتماعية، إذ أصبحت ممارسة الفكر غاية بحد ذاتها، وليست مرحلة ما قبل العمل وصناعة التغيير والتأثير.
الفكرة من كتاب إسلامية المعرفة (المبادئ العامّة – خطّة العمل – الإنجازات)
المعرفة تعبر عن طريقة رؤية الإنسان لنفسه وللكون وللإله، لها غايات وأهداف تحاول الوصول إليها بوسائل محددة، وتقوم العلوم الإنسانية والطبيعية وغيرها على أسسها، وتصطبغ المعرفة بألوان الهوية مشكّلة الإطار القيمي والأخلاقي الحاكم والموجه لمنهجية بحث وعمل الأفراد، فلا يصح أن تكون المعرفة مستمدة بأصولها وغاياتها ووسائلها من مصدر مختلف الهوية كالغرب، أو أن تكون منقطعة عن البيئة المحيطة تاريخيًّا ونفسيًّا، فما العلات التي تعاني منها الأمة على المستوى الفكري والتربوي؟ وما المهمة التي اتخذ المعهد مسؤولية تنفيذها على عاتقه؟ وهل هناك أنواع متعددة من المعارف، وإن وجد فما هي المعرفة الإسلامية؟ وما هي مبادئ إسلامية المعرفة وخطة عمل المعهد؟
مؤلف كتاب إسلامية المعرفة (المبادئ العامّة – خطّة العمل – الإنجازات)
المعهد العالمي للفكر الإسلامي: مؤسسة خيرية غير هادفة للربح ترتكز جهودها في المجال الدعوي والتربوي والمعرفي بهدف الارتقاء بالأفراد في المجتمعات الإسلامية، من خلال إسهامات مختلفة كنشر الكتب والأبحاث والدراسات، وإقامة الندوات والمؤتمرات والأنشطة المختلفة، والتدريس.
تأسس في عام 1981م بشكل مستقل عن أي أيدولوجية حزبية، ويقع مقره الرئيس في ضواحي واشنطن ولديه اليوم عدد من الفروع في مختلف عواصم البلدان.