المنظمات الإنسانوية
المنظمات الإنسانوية
وجد رموز الإلحاد الجديد أن التبشير بالدين الإنسانوي لقي قبولًا أكثر عند الناس من التبشير بالإلحاد المجرد، لذا أنشأوا المنظمات التي تحمل الرسالة الإلحادية المطبوعة بالطابع الإنساني، من أمثلة تلك المنظمات: مجلس الإنسانوية العلمانية، والأكاديمية العالمية للإنسانوية، والجمعية الإنسانوية الأمريكية، والجمعية الإنسانوية البريطانية، وغيرها من المؤسسات المنتشرة حول العالم المشتركة جميعها في رمز موحد وهو رمز الإنسان السعيد الرافع يديه إلى الأعلى، دلالة على البهجة والانتصار والتفاؤل، ويصاحب ذلك الرمز شعارات مختلفة كشعار الجمعية الإنسانوية الأمريكية: (جيد من غير إله)، وذلك لنفي الحاجة إلى أصل ديني ومرجعية متجاوزة لتأسيس الأخلاق، وكذلك شعار الجمعية الإنسانوية البريطانية: (لأجل حياة واحدة نعيشها)، بهدف نفي حياة أخرى وإنكار البعث بعد الموت والجزاء الأخروي.
وتتمحور أنشطة هذه الجمعيات حول معارضة التعليم الديني في المدارس، والدفاع عن الملحدين والمرتدين عن الإسلام، والترويج للإلحاد، وإقامة المؤتمرات واللقاءات والاحتفالات الخاصة بالمجتمع اللا ديني، مثل: اليوم الإنسانوي العالمي في 21 يونيو، ويوم داروين في 12 فبراير، ويوم حقوق الإنسان في 10 ديسمبر، ويوم الضوء الإنساني في 23 ديسمبر، وتقول بولي توينبي -رئيسة الجمعية الإنسانوية البريطانية- في تصريح لها: “إن التعصب الديني هو الخطر الواضح والراهن الذي يواجه العالم”، فالخطاب الإنسانوي وإن بدا في ظاهره داعيًا للتسامح مع الأديان، إلا أنه في جوهره يحاول احتكار الحقيقة واقتصار الفضائل الأخلاقية عليه دون غيره.
ومن أمثلة المؤسسات الإنسانوية الشرقية منظمة “الإنسانيون العرب” والتي يتمركز نشاطها حول نقد الفكر القومي والفكر الماركسي والفكر الإسلامي، وهناك مؤسسة “مؤمنون بلا حدود” التي تهدف إلى تحقيق رؤية إنسانية للدين منفتحة على آفاق العلم والمعرفة ومكتسبات الإنسان الحضارية، وخلق تيار فكري يؤمن بأهلية الإنسان وقدرته على إدارة حياته ومجتمعه متخطيًا الوصايات العقائدية، ويمكن إجمال الغاية من هذه الجمعيات في محاربة الأديان عمومًا والإسلام خصوصًا سواء كان على نحو صريح أو تحت غطاء محاربة التطرف.
الفكرة من كتاب الإنسانوية المستحيلة
ما المقصود بالنزعة الإنسانوية، وما أهم المحطات الفكرية المتعلقة بها، وما علاقة الدين الإنسانوي بالإلحاد والداروينية، ما موقع الإنسان في كلٍّ من الدين الإنسانوي والإسلام؟
في هذا الكتاب، يستعرض الكاتب أهم المحطات الفكرية المتعلقة بالنزعة الإنسانية كمنهج حياة وتشريع، ودعوتها إلى إخراج الإنسان من أية قيود إلهية، ونظرتها إليه على أنه كائن تقوده شهواته وإغفالها للحياة ما بعد الموت، وإلغاء الاعتبارات والمآلات القيمية والأخلاقية، مع مقارنة ذلك المنهج بما في الإسلام من توضيح حقيقي وعملي للإنسان.
مؤلف كتاب الإنسانوية المستحيلة
إبراهيم بن عبد الله الرماح: مهندس سعودي، حصل على بكالوريوس الهندسة الصناعية والنظم بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن، وحصل على بكالوريوس الشريعة جامعة الإمام محمد بن سعود، وحصل على ماجستير فقه السنة من جامعة المدينة العالمية، ودكتوراه الهندسة النووية من جامعة مانشستر.
من أهم مؤلفاته: بحث بعنوان “مفهوم العلم في القرآن”، و”علة الربا”، و”الاستشراق: المفهوم.. النشأة.. الدوافع”، وبحوث أخرى في تخصص الهندسة.