المنطق السلبي “القبعة السوداء”
المنطق السلبي “القبعة السوداء”
على عكس القبعة الحمراء التي كانت تتحكم في العاطفة سواء بشكل سلبي أو إيجابي، فإن القبعة السوداء هي البعيدة تمامًا عن العاطفة وتهتم بالتفكير المنطقي السلبي فقط، أي أنها ترى السلبيات من جانب عقلاني بحت، فدائمًا يجب أن يوجد سبب بعكس القبعة الحمراء التي يكون فيها الشعور دون مبرر، فمثلًا عندما تقول إنك تشعر بأن الشركة ستفشل، فأنت الآن تعتمد على القبعة الحمراء، وعندما تخلعها وترتدي القبعة السوداء سيتغير رأيك وتقول إنك تعتقد أن الشركة ستخسر من خلال الأرقام وآراء الناس والخبرات والتجارب السابقة، فرأيك الآن مبني على دليل منطقي وليس مجرد حدس.
التفكير السلبي مثل الانتقاد، فالانتقاد معظمه يكون مبنيًّا على فكرة أو فعل خاطئ يراد تقويمه وتصحيحه، وبالحديث عن السلبية فهي خيار أسهل بكثير من الإيجابية، فالناس دائمًا في حالة درامية يميلون إلى الحزن والشكوى أكثر من الفرح، والهدم دائمًا أسهل من البناء، يسهل علينا رفض اقتراح أو فكرة ويصعب علينا الإتيان ببديل.
والصحيح فعله عند التعرض لخطر ما أن نستخدم التفكير السلبي لأنه الأسرع في إيجاد الحل، أما عند وجود فكرة أو مشروع جديد فالأصح هو أن نرتدي قبعة الإيجابية أولًا كلنا وليس مقترح الفكرة فقط حتى لا نكون في حالة هجوم، وبعد حصر الفوائد نرتدي القبعة السوداء لتخبرنا بالسلبيات لتجنُّب المخاطر، وهذا هو الفهم الصحيح للقبعة السوداء ليس الهدم الكلي وليس الانتقاد من أجل الانتقاد ولكن طمعًا في نتائج أفضل وتجنبًا لأي فشل ووضع خطة احتياطية في أي ظرف، مع التأكيد أن القبعة السوداء لا تقوم بحل المشاكل هي فقط تخبرنا بوجودها وتحذر منها وهنا ينتهي دورها، ويأتي دور القبعات الأخرى القادمة.
الفكرة من كتاب قبعات التفكير الست
الإنسان رغم محدودية إمكانياته وضعفه وعجزه، ورغم أنه صغير جدًّا في هذا الكون، فهو يعيش في بيت في بلد هي جزء من قارة هي كذلك جزء من الأرض التي هي جزء من نظام شمسي كبير من مجرة أكبر من عدة مجرات، فالإنسان كائن ضئيل جدًّا، ورغم إدراكنا لحجمنا فالعالم كله مُسخَّر للبشرية لنتعظ منها ونعي قدرة العالم، ورغم أننا جرمٌ صغير فإن العالم الأكبر قد انطوى بداخلنا، وهذا من بديع قدرة الله.
وحتى نستطيع التعامل الصحيح في الحياة يجب أن نفهم الناس ونجاريهم كي نقلِّل من حجم المشاكل التي من الممكن أن نتعرَّض لها “دواؤك فيك وما تُبصر وداؤك منك وما تَشعر” مثلما قال علي بن أبي طالب.
والمقصود من هذه الجملة أن “الأنا” التي بداخلنا هي أصل الشرور والداء، وإن هذَّبناها أصبحت هي الدواء.
وفي هذا الكتاب يأخذنا الكاتب في رحلة لفهم النفس وطرق التفكير والانفعالات وكيفية التحكم في الأفكار والمشاعر.
مؤلف كتاب قبعات التفكير الست
إدوارد دي بونو Edward de Bono طبيب وعالم نفس، ولد في 19 من مايو 1933، في جزيرة مالطا، التي حصل منها على درجة الطب بعد تخرُّجه في كلية سانت إدوارد، ثم حصل على منحة من جامعة أكسفورد ليتميَّز في علم النفس، ثم يحصل على دكتوراه في الفلسفة، وبعدها درس في جامعة كامبردج ولندن وهارفارد، وأسس مركز أمانة الأبحاث الاستعرافية CORT التي استمرت في وضع المناهج التعليمية وتطويرها بناءً على أفكاره.
له 75 كتابًا، تمت ترجمتها إلى العديد من اللغات وصلت إلى 37 لغة، منها: “كيف تملك عقلًا رائعًا”، و”أريد أن أكون ملك أستراليا”، و”دين جديد”، و”كيف نفكر أفكارًا مبدعة”، و”مناهج دي بونو في التفكير”.. وغيرها.