المنتفعون من ترويج الشائعات
المنتفعون من ترويج الشائعات
مثلما يمكن أن تستخدم الشائعات للتخفيف من وقع الكوارث أو التنبيه من الأخطار، فإنها أيضًا يمكن أن تستخدم من قِبل المنتفعين بها من أجل تحقيق المصالح والمكاسب الشخصية، فالنجومية على سبيل المثال لا مكان لها من دون شائعات، فنظرًا إلى أن المعجبين يعتبرون النجم قدوة ومصدر هوية، وفي نفس الوقت شخصية مقدِّسة غامضة بعيد المنال، كان لا بد من إيجاد بديل يُقرِّب النجم من معجبيه المتيَّمين، ومن هذه البدائل الشائعات، فغالب نجوم الفن والسينما يقومون بإدارة إفشاء بعض الأسرار من أجل الترويج لشائعات تكشف عن جزء خاص من حياتهم الخاصة، ليكونوا دائمًا قريبين من مُعجبيهم، فيحافظون بذلك على نجوميتهم، ومن تلك الشائعات المتعلقة بالنجوم، شائعة الخطبة، وشائعة الزواج، وشائعة الخلافات الزوجية، وشائعة المصالحة، وشائعة الطلاق.
وفي مجال التسويق تنتشر الشائعات ضد الشركات ومنتجاتها، لأن الحط من المنافسين يُعدُّ من الأفعال غير القانونية، لذلك تلجأ بعض الشركات إلى ترويج الشائعات ضد المنافسين لتوجيه الضربات إليهم، مثل الترويج لمعلومات كاذبة من قبيل أن الشركة الفلانية سوف تقوم بإعادة هيكلة، أو تمر بأزمة مالية، أو تواجه إفلاسًا محتملًا، فيلجأ المشترؤن من هذه الشركة إلى التزوُّد من شركات أخرى خشية اعتمادهم على مزوِّد واحد، أو يتم الترويج لشائعة أن المنتج الفلاني يسبِّب السرطان، فتقل مبيعات الشركة المنتجة لهذا المنتج، بينما تزيد مبيعات الشركة المنافسة لها.
وفي مجال السياسة تجد الشائعات أرضًا خصبة للانتشار، فالشائعات عبارة عن معلومة على هامش معلومة رسمية، ومن ثمَّ تشكِّل معلومة مضادة، وفي مجال السياسة تتميَّز الشائعة بمنافع عديدة، لأنها تنقل المعلومات المسكوت عنها، والتي يمنع التقليد السياسي الكشف عنها، كما تسمح للمتآمرين ألا يكشفوا عن أنفسهم وهويَّاتهم، فلا أحد يتحدث باسمهم، وفي نفس الوقت الجميع يردِّدون شائعاتهم، وكثيرًا ما تستخدم الشائعة كسلاح ضد المرشَّحين في الانتخابات، لتقويض موقع المرشحين المنافسين، إلا إن الشائعة قد تخرج عن السيطرة، بل وقد تنقلب ضد مُطلَّقيها، في حال تم تكذيبها، فعلى سبيل المثال: انتصر الرئيس الفرنسي فرنسوا ميتران على شائعة كانت تقول إنه مصاب بالسرطان، وذلك من خلال تقرير صحي يُنشر كل ستة أشهر، وقد يستخدم الساسة الشائعات من أجل جسِّ نبض الشارع عندما يُريدون تقويم ردود الفعل على قرار يريدون إصداره، فيطلقون الشائعة، ثم يتخذون القرار بناءً على رد الفعل تجاه الشائعة، وتدور أغلب الشائعات السياسية حول عدَّة مواضيع كبرى، وهي السلطة الخفية التي تمسك فعليًّا بزمام الحكم، والاتفاقات السرية واللقاءات السرية بين السياسيين، المال وتلقي الهدايا ونهب الأموال، والصحة والمرض، والفضائح الجنسية، وكلها تدور في فلك إسقاط الخصوم أو تقليل شعبيَّتهم بناءً على الترويج لشائعات أخلاقية تتعلَّق بالنزاهة والشفافية والسلوك القويم.
الفكرة من كتاب الشائعات… الوسيلة الإعلامية الأقدم في العالم
يستعرض الكتاب نشأة الشائعات ووظيفتها التي تقوم بها، وسبب انتشارها وتصديق الناس لها، ويذكر أنواعها، والقائمين على ترويجها، وكيف يتم تعطيل فاعليتها، فيأخذنا في جولة ممتعة خلال الكتاب، تبدأ من لحظة ظهور الشائعة ومصدرها، إلى زوالها وانتهاء دورها أو القضاء عليها.
مؤلف كتاب الشائعات… الوسيلة الإعلامية الأقدم في العالم
جان نويل كابفيرير: هو أحد المختصين في العلامات التجارية، وأحد مروِّجي المفاهيم الأساسية لإدارة العلامات التجارية الحديثة، له أحد عشر كتابًا عن الاتصالات والعلامات التجارية، منها:
The Luxury Strategy: Break the Rules of Marketing to Build Luxury Brands.
The New Strategic Brand Management: Advanced Insights and Strategic Thinking.
Strategic Brand Management: new approaches to creating and evaluating brand equity.
معلومات عن المترجمة:
تانيا ناجيا: مترجمة.
ومن ترجماتها:
تسلية الأذكياء.
الأسبرين: قصة استثنائية لعقار أعجوبي.