المناظرة والتأثير في الآخرين
![](https://a5dr-wp.fra1.cdn.digitaloceanspaces.com/bookidea/76nrbePL-0-3.jpg)
المناظرة والتأثير في الآخرين
قد يتحوَّل الحوار إلى مناظرة بتعديل بعض الأشياء، مثل الهدف الأساسي، وهو إظهار الصواب ودفع الخطأ عن طريق تناول الحجج والأدلة المتبادلة ومحاولة دحضها، وله آدابه المتعددة أيضًا الذي يعد الالتزام بها شريطة الوصول إلى نتيجة، فينصح أولًا بالحرص على الإيجاز والاحتراز من الإطناب في عرض الحجج والأدلة للحفاظ على انتباه وتركيز المستمعين، وثانيًا البعد عن الألفاظ النابية التي تزيد من الحساسية بين الأطراف، وثالثًا- مراعاة أن تكون الألفاظ مجملة غير تفصيلية، رابعًا- يجب فهم الطرف الآخر جيدًا وحججه وأدلته بجانب موضوع المناظرة وحدودها وبيئتها.
![](https://sp-ao.shortpixel.ai/client/to_auto,q_glossy,ret_img/http://a5dr.com/bookidea/wp-content/uploads/2021/02/old-min-1.jpg)
خامسًا- البعد عن الضحك والاستفزاز والمقاطعة برفع الصوت، وسادسًا- احترام الخصم وعدم استحقاره، وأخيرًا تجنُّب الخوض والتعرُّض لما لا يدخل في مقصود موضوع المناظرة أو حجج الطرف الآخر.
غالبًا ما تقوم المناظرة أمام جمهور له تأثير كبير في نتيجتها، فيصبح جزء كبير من إمكانية الفوز بالمناظرة واقعًا في كسب تأييد الجمهور المشاهد، ويعدُّ التعامل مع الجمهور أمرًا في غاية التعقيد والتركيب لاختلاف خلفياتهم وعقولهم وشخصياتهم، ولكن هناك سلوكيات عامة يشتركون في التأثر بها، فينصح بالامتناع عن توجيه الكلام السلبي والقاسي، وتقديم الخدمات والمساعدة، إضافةً إلى الحفاظ على الوعود وفهم مشاعر الآخر، والاعتراف المستمر بأخطائك والاعتذار عنها.
وهناك عدة أنواع من الأساليب للتأثير في الآخرين: النوع الأول هو أسلوب الضغط والإلحاح والتخويف، النوع الثاني هو المبادلة ومقايضة خدمة بأخرى، النوع الثالث اللجوء إلى مستويات عليا للاحتكام، والنوع الرابع حثُّ الآخرين للانضمام إليك، والنوع الخامس الإقناع العقلي باستخدام الحجج المنطقية، والنوع السادس استشارة الآخرين.
الفكرة من كتاب رسالة في فن الإلقاء والحوار والمناظرة
نعيش في عالم تحكمه الكلمة، ورغم تأثير الإعلام الذي يضع الصورة فوق كل وسيلة فإنها تظل حبيسة الكلمة، فإنها إما أن تلحق أو تسبق بكلمة تصبغها باللون المراد لمتحدِّثها، وتعدُّ الخطابة من أهم العلوم التي توظِّف الكلمة وتهتم برفعة قدرها وشأنها.
وهناك أناس بالفطرة يتمتَّعون بموهبة الخطابة وإقناع الناس، ولكن وكأي علم فإن له مبادئ من الممكن تعلُّمها والتحوُّل إلى خطيب مفوَّه قادر على إحداث التأثير في مستمعيه، ثم نعرِّج لنتعلَّم بعض مبادئ وأشكال الحوار الصحيح وطرقه المنهجية، والذي قد يتطوَّر تحت ظروف معينة ليتخذ شكل المناظرة التي سنتعرَّف عليها أيضًا بإيجاز، ونعرف كيف يمكن أن نؤثر في الناس؟ وما الأزمة وكيفية التعامل معها؟
مؤلف كتاب رسالة في فن الإلقاء والحوار والمناظرة
الشيخ علي الفتلاوي: مؤلف له عدد من الكُتب في مجالات مختلفة، مثل: “المرأة في حياة الإمام الحسين”، و”قواعد حياتية على ضوء روايات أهل البيت”.