المملكة المتحدة
المملكة المتحدة
بحلول عام 600 م، أسست قبائل الأنجلو ساكسون، من الدنمارك وشمال ألمانيا، عدة ممالك في جنوب شرق بريطانيا بعدما استعصى عليها الغزو الشمالي للقبائل في أسكتلندا وويلز حاليًّا، لم تكن هذه المحاولات هي الأولى من نوعها، إذ حاول الرومان سابقًا وفشلوا في فرض سيطرتهم على المناطق الشمالية التي حافظت على هويتها الثقافية وانعزالها منذ ذلك الوقت، وبمرور الوقت تعاقب الملوك على الحكم في ظل توترات وصراعات داخلية حتى انضمت ويلز إلى المملكة رسميًّا ولاحقًا تبعتها أسكتلندا.
العزلة والانفصال سمات فرضتها الجغرافيا على بريطانيا التي تتكون من أكثر من ألف جزيرة ولا يشعر مواطنوها بالانتماء نفسه الذي يتشاركه أغلب السكان في القارة الأوربية، ولكن بريطانيا لديها وفرة من المحيطات ومصادر الأخشاب، وعندما أنتجت الثورة الصناعية التكنولوجيا اللازمة لبناء أسطول بحري قوي، انطلقت تنشر مستعمراتها في جميع أنحاء العالم محققةً النجاح الاستثنائي للإمبراطورية البريطانية. ولكن مع بداية القرن العشرين، بدأت المملكة تفقد دورها الريادي بصعود قوتين، هما: الولايات المتحدة وألمانيا، ومع اندلاع الحرب العالمية الأولى والثانية تفشى الضعف العسكري، وأُعلِنَت النهاية عندما حصلت أغلب المستعمرات على استقلالها، وحاليًّا تبدو بريطانيا الحديثة أمةً تائهة لا تجد مكانها في العالم بعدما كانت تسوده، وهي مع ذلك ما تزال أكبر ثاني اقتصاد في أوروبا ، وتتشارك علاقة قوية مع الولايات المتحدة الأمريكية قائمة على أساس التعاون الاستخباراتي والعسكري والدبلوماسي، ولديها خطط للتعاون السياسي والاقتصادي مع الصين.
الفكرة من كتاب قوة الجغرافيا: عشر خرائط تكشف مستقبل عالمنا
في أعقاب الحرب العالمية الثانية بدا أن موازين القوى في العالم تميل إلى صالح الولايات المتحدة الأمريكية لتصبح القوة العظمى الوحيدة في العالم، لتبدأ بعدها في ممارسة الدور البوليسي المعْنِي بحفظ السلام والاستقرار كما تزعم، ومن حينها شهد العالم استقرارًا في بعض المناطق التي شغلتها الصراعات سابقًا، وعلى النقيض تمامًا تحولت بعض الدول إلى ساحات حروب حول أجندات ومكتسبات سياسية وتاريخية، إلى جانب ذلك تدخلت عوامل عدة، منها التغير المناخي والقفزات التكنولوجية مؤخرًا في تهيئة الظروف لنهاية الهيمنة الأمريكية وظهور قوًى إقليمية بديلة، خصوصًا مع تأثير الانسحاب البطيء للولايات المتحدة من المشهد العالمي خلال فترة حكم الرئيس “باراك أوباما”.
ونتيجة لذلك وجه الكاتب نظرته إلى دراسة الطبيعة الجغرافية الخارجية والمحلية لعدد من الدول التي يتوقع أن تمر بتغييرات جذرية في المستقبل؛ نتيجة للعلاقات المتبادلة بينها وبين جيرانها من الدول، وكذلك الحدود الطبيعية والقرارات الاقتصادية التي تفرضها عليها الجغرافيا.
مؤلف كتاب قوة الجغرافيا: عشر خرائط تكشف مستقبل عالمنا
تيم مارشال : هو صحفي بريطاني متخصص في الشؤون الخارجية والدبلوماسية، خلال مسيرته المهنية عمل “مارشال” مراسلًا لقناة LBC وBBC وعدد من الجرائد المحلية، كما شغل منصب محرر الشؤون الخارجية لقناة Sky news لمدة تتجاوز 24 عامًا، غطّى فيها إعلاميًّا أحداث الحروب والصراعات الداخلية في عدة قارات، له بعض المؤلفات في مجال السياسة، منها:
Prisoners of Geography(2015).
Divided – Why We’re living in an Age of Walls(2018).
ملحوظة: الكتاب غير مترجم للغة العربية.