الممارسات المساعدة وغير المساعدة للذاكرة
الممارسات المساعدة وغير المساعدة للذاكرة
توجد كثير من الممارسات الشائعة المتعلقة بالتعلم والذاكرة، بعضها مساعدة وكثير منها غير مساعدة، وينتج عن الجهل بكيفية عمل الدماغ والذاكرة. والآن سنبدأ مع الممارسات غير المساعدة كتكرار المعلومات في مدة قصيرة بغرض حفظها، ثم حفظ المواد شفهيًّا بشكل مستمر كالقصائد بغرض تقوية الذاكرة، أو دراسة مجال يتطلب تفكيرًا دقيقًا بغرض تحسين قدراتنا في مجال آخر كأن تستغرق في حل المسائل الرياضية وهدفك زيادة التحصيل في مادة العلوم. أما الممارسات المساعدة فهي ربط الجديد بالقديم، ووضع المعلومات في بناء تنظيمي منطقي، وكذلك إيجاد العلاقات بين الأشياء المختلفة التي ندرسها، وتشكيل صورة ذهنية مرتبطة بالمعلومات، وإنشاء صلات لفظية أو خيالية بين فكرتين تحتاج إلى الربط بينهما، والمراجعة المستمرة على فترات زمنية متباعدة، والمعالجة العميقة لما تتعلم عن طريق طرح أسئلة من قِبل: ما دلالات هذه المعلومات؟ وفي أي موقف يمكن أن تكون مفيدة؟ وهل يمكن أن تساعدني على فهم أو أداء شيء بطريقة أفضل؟ وأخيرًا تقييم المعلومات الجديدة باستخدام التفكير الناقد.
وإذا أردت تعزيز ذاكرتك وتعلمك فإليك المزيد من الإرشادات: أعطِ الأولوية لما يجب أن تعرف لأنك لن تستطيع تذكر كل المعلومات التي تصادفك يوميًّا، وقلل من التشتت الخارجي مع المحافظة على انتباهك وتركيزك في أثناء التعلم، واحرص على تقليل العبء على ذاكرتك العاملة، ويفضل الاستعانة بالورق أو الحاسوب للاحتفاظ ببعض المعلومات، ولا تفترض أن ما تتذكره الآن ستتذكره لاحقًا لأنك تكرره، فبدلًا من التكرار احرص على المعالجة العميقة للمعلومات، عن طريق إنشاء روابط بين الجديد والقديم وتصنيف المعلومات وتنظيمها.
ولن أنسى حظك من الإرشادات إذا كنت معلمًا وتسعى إلى مساعدة طلابك: أولًا: اسعَ إلى توجيه انتباه الطلاب إلى الأفكار الأساسية للدرس، وحافظ على انتباه الطلاب بجعل العملية التعليمية ممتعة جذابة، ولتربط الموضوعات الدراسية بحياة الطلاب، مع التنويع من أساليب تدريسك وإضافة بعض الفكاهة والخيال والمرح، وشجع الطلاب على تدوين الملاحظات والإجابة على الأسئلة في أثناء الشرح، ومن الضروري أن تركز في التقييم على ما يحتاج الطلاب إلى معرفته.
الفكرة من كتاب كيف نفكر ونتعلم: آفاق نظرية ودلالات عملية
هل سمعت الشائعة التي تقول إننا لا نستخدم سوى 10% من أدمغتنا؟ وهل تظن أن التكرار هو الوسيلة الفعالة للتعلم؟ وهل ترى أن الشغف والدافعية هما المفتاح السحري الذي يمكنك من الإنجاز والعمل؟ حسنًا، يؤسفني إخبارك بأن كل هذه مفاهيم خاطئة، ورغم شيوعها فإن لها تأثيرًا سيئًا في التعلم في من يتبناها. ولكن في المقابل يوجد خبر سار هو أننا بصدد تصحيح كثير من مفاهيمنا الخاطئة، وسنعرف معًا خبايا الدماغ والتفكير والتعلم من الناحية النظرية والتطبيقية، فهلّا انطلقت معي ورحبت بتغير نظراتنا وتطوير مفاهيمنا وتعزيز تعلمنا وتفكيرنا!
مؤلف كتاب كيف نفكر ونتعلم: آفاق نظرية ودلالات عملية
جين إليس أورمرود: باحثة ومتخصصة في علم النفس، حصلت على شهادة البكالوريوس في علم النفس من جامعة براون، وشهادة الماجستير في العلوم، والدكتوراه في علم النفس التربوي من جامعة بنسلفانيا، كما عملت أستاذة لعلم النفس التربوي في جامعة شمال كولورادو حتى عام 1998م، وتشغل حاليًّا منصب أستاذة زائرة في كلية العلوم النفسية بالجامعة نفسها.
من مؤلفاتها:
Human Learning.
Child Development and Education.
Educational Psychology, Student Study Guide.