الملك فيصل ورحلته التاريخية إلى آسيا
الملك فيصل ورحلته التاريخية إلى آسيا
في عام 1394هـ / 1974م، قام الملك فيصل بن عبد العزيز برحلة تاريخية إلى كوريا الجنوبية، مرورًا بالصين الوطنية. كانت هذه الرحلة ذات أهمية كبيرة على المستويين الدبلوماسي والإسلامي، وعكست رؤية الملك فيصل العميقة للسياسة الدولية وموقفه الراسخ في مواجهة الشيوعية. ففي العاصمة تايبيه، استقبل الملك فيصل وزير الداخلية الصيني، بالإضافة إلى مندوب من وزارة الخارجية. كان من بين أبرز الأحداث خلال هذه الزيارة مقابلة الملك مع مدير الاستخبارات، إذ نوقشت الأنشطة الشيوعية الداخلية والخارجية. علاوة على ذلك، التقى الملك فيصل بالجالية المسلمة في تايبيه، ما يعكس حرصه على دعم المسلمين في جميع أنحاء العالم، وخلال حفل استقبال أقامه وزير الداخلية، تحدث الملك فيصل عن دعمه للشعب الصيني، مؤكدًا أن السلام العالمي لا يمكن أن يكون متجزئًا، بل هو هدف يجب أن يسعى إليه الجميع. وفي كوريا الجنوبية، استُقبل الملك فيصل استقبالًا حافلًا، حيث كان وزير الإعلام الكوري هو المضيف الرئيسي، إلى جانب عدد من الشخصيات الحكومية البارزة ومدير جامعة هان بانج، أكبر جامعة في كوريا. خلال زيارته، عقد الملك فيصل العديد من اللقاءات مع الوزراء والمسؤولين الحكوميين، بما في ذلك مقابلة مهمة مع الرئيس شين تشيك سو، الذي يعد من أبرز الشخصيات الرسمية في كوريا بعد رئيس الجمهورية. في هذه اللقاءات، تم التركيز على دور الحكومة الكورية في مكافحة الشيوعية ورفض الحكومة الأمريكية استمرار المساعدات الاقتصادية لكوريا.
في يوم الجمعة 6 سبتمبر 1974م الموافق 19 شعبان 1394هـ، استقبل الرئيس الكوري الملك فيصل بحفاوة كبيرة، إذ قلد الملك فيصل وسام الاستحقاق للخدمة الدبلوماسية، في لفتة تقدير للدور الكبير الذي لعبه الملك في دعم العلاقات بين البلدين. خلال المحادثات، تم التطرق إلى مسألة عدم قطع البترول عن كوريا، وهو ما أسهم في استقرارها الصناعي ومنع انهيارها الاقتصادي. كما تطرق الرئيس الكوري إلى موضوع الأديان، وقدم هدية للملك فيصل تمثلت في قطعة أرض لإقامة مسجد، ما يعكس احترام الحكومة الكورية لحرية الأديان. استمر حكم الملك فيصل لعشر سنوات، وكان خلالها على اتصال دائم بالشعب السعودي والأمة الإسلامية، وكان يعد نموذجًا للقائد العادل الورع. وصفه الأستاذ حسن محمد حسن بأنه “عمل صالح” كما جاء في القرآن الكريم، وكان يحظى بحب واحترام الجميع في مختلف أنحاء العالم، ما جعل فقدانه سببًا للحزن والأسى.
الفكرة من كتاب صفحات مطوية من حياتي: مع المغفور له الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود رحمه الله – الجزء الأول
يعرض الكاتب بأسلوب رصين وسرد تاريخي دقيق المواقف والتحديات التي واجهها الملك فيصل خلال فترة حكمه، والتي كان لها دور كبير في تشكيل سياسة المملكة العربية السعودية والعالم العربي بأسره. يركز المؤلف على العوامل التي أسهمت في بناء شخصية الملك فيصل القيادية، بدءًا من نشأته في فترة مليئة بالتحديات السياسية والاجتماعية الكبرى، مرورًا بمواقفه الحاسمة في مواجهة الأزمات الدولية، وانتهاءً بإرثه الذي تركه للأمة الإسلامية.
مؤلف كتاب صفحات مطوية من حياتي: مع المغفور له الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود رحمه الله – الجزء الأول
حسن محمد عبد الهادي كتبي: ولد في شهر شعبان عام 1329هـ في مدينة الطائف. حفظ القرآن الكريم عن ظهر قلب، ثم التحق بمدارس الفلاح بمكة المكرمة، وهي مدرسة تعتمد على برامج مشابهة للأزهر الشريف. ثم التحق بالقسم العالي المتخصص في دراسة الشريعة في مدرسة الفلاح في بومباي بالهند، وتخرج فيها عام 1350هـ. وفي عام 1350هـ أسندت إليه مديرية المعارف العامة لتدريس القضاء الشرعي في المعهد العلمي السعودي.
من مؤلفاته:
هذه حياتي.
نظرات ومواقف.
سياستنا وأهدافنا.
ملامح من شخصية البلاد العربية المقدسة.