الملك فيصل: زعيم استثنائي يجمع بين روحانية الإسلام وقوة القيادة
الملك فيصل: زعيم استثنائي يجمع بين روحانية الإسلام وقوة القيادة
تميز الملك فيصل بشخصية استثنائية تجمع بين القوة واللين، وبين الحزم والروحانية. فقد كان إيمانه الراسخ بالدين الإسلامي نبراسًا يهتدي به في جميع تصرفاته، سواء على الساحة الدولية أم في حياته الشخصية. وبوصفه زعيمًا إسلاميًّا، لم يقتصر جهده على نشر تعاليم الدين الإسلامي في بلاده فقط، بل تجاوز حدود المملكة إلى أقصى أرجاء العالم، إذ دعا شعوب الصين الوطنية واليابان للتعرف إلى أنظمة الإسلام وتعاليمه. ورغم أنهم لم يعتنقوا الإسلام، فإنه سعى إلى إظهار كيف يمكن لهذه التعاليم أن تكون حلًّا للعديد من المشكلات الحياتية والاجتماعية.
كان الملك فيصل يعيش حياة تتسم بالبساطة والتسامح والود، وهي صفات جعلته محبوبًا في قلوب كل من تعامل معه أو حتى من قرأ عنه. لقد عُرف بقراراته الحازمة والجريئة، التي كانت دائمًا قائمة على تفكير عميق ورؤية بعيدة المدى. من أبرز تلك القرارات كان قطعه إمدادات النفط عن الدول المعتدية على مصر، ومساعدته المالية لدول المواجهة مع إسرائيل حتى تعيد بناء قوتها. هذه الخطوة الجريئة أظهرت للعالم حزم الملك فيصل وقوة عزيمته في الدفاع عن الحق. وقد قال عنه الجنرال “كارل فون هورت | Carl von Horn”، أحد كبار المراقبين الدوليين، في كتابه “جندي في خدمة السلام” عن لقائه بالملك فيصل قائلًا: “شعرت بأنني أمام شخص يقدس الشرف ويهتم بمصالح شعبه، ويجمع في شخصيته بين القوة واللين”، هذا الوصف يعكس عمق تأثير شخصية الملك فيصل في كل من قابله. من ناحية أخرى، وصف الجنرال الفرنسي “شارل ديغول | Charles de Gaulle” الملك فيصل بأنه “رجل فذ من الصحراء، وأنت معه تشعر بأنك أمام عَالَمٍ جديد غير متوقع”. هذه الكلمات تعكس كيف استطاع الملك فيصل أن يجسد صورة القائد العربي الفذ، الذي يجمع بين الأصالة والحداثة.
وعندما زار السودان، كانت زيارته استثنائية، إذ اجتمع الشعب السوداني على استقباله بطريقة تعكس مدى الحب والتقدير الذي كان يحظى به في قلوبهم. وقد عبر الرئيس السوداني إسماعيل الأزهري في برقية للملك فيصل عن مشاعر السودانيين قائلًا: “ستجد يا صاحب الجلالة سيوفنا إلى جانب سيوفك، وأرواحنا إلى جانب روحك، فكلنا جنود الله في جيش الإسلام والعروبة”، ومن الجدير بالذكر أن مشهد استقبال الملك فيصل في “جزيرة نيالا” بالسودان كان مذهلًا، إذ جسد مدى التقدير والاحترام الذي كان يحظى به الملك فيصل في مختلف أنحاء العالم العربي.
الفكرة من كتاب صفحات مطوية من حياتي: مع المغفور له الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود رحمه الله – الجزء الأول
يعرض الكاتب بأسلوب رصين وسرد تاريخي دقيق المواقف والتحديات التي واجهها الملك فيصل خلال فترة حكمه، والتي كان لها دور كبير في تشكيل سياسة المملكة العربية السعودية والعالم العربي بأسره. يركز المؤلف على العوامل التي أسهمت في بناء شخصية الملك فيصل القيادية، بدءًا من نشأته في فترة مليئة بالتحديات السياسية والاجتماعية الكبرى، مرورًا بمواقفه الحاسمة في مواجهة الأزمات الدولية، وانتهاءً بإرثه الذي تركه للأمة الإسلامية.
مؤلف كتاب صفحات مطوية من حياتي: مع المغفور له الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود رحمه الله – الجزء الأول
حسن محمد عبد الهادي كتبي: ولد في شهر شعبان عام 1329هـ في مدينة الطائف. حفظ القرآن الكريم عن ظهر قلب، ثم التحق بمدارس الفلاح بمكة المكرمة، وهي مدرسة تعتمد على برامج مشابهة للأزهر الشريف. ثم التحق بالقسم العالي المتخصص في دراسة الشريعة في مدرسة الفلاح في بومباي بالهند، وتخرج فيها عام 1350هـ. وفي عام 1350هـ أسندت إليه مديرية المعارف العامة لتدريس القضاء الشرعي في المعهد العلمي السعودي.
من مؤلفاته:
هذه حياتي.
نظرات ومواقف.
سياستنا وأهدافنا.
ملامح من شخصية البلاد العربية المقدسة.