الملك الملهم
الملك الملهم
من أوصاف الملك عبد العزيز أنه لم يكن من الملوك المتأثرين بالغرب والمعجبين به، بل إنه كان كثيرًا ما ينتقد الغرب لنقص الخلق الأوربي وضعفه، لما في نظام حياتهم من كثرة العلاقات الجنسية غير الشريفة والفاحشة العلنية، وغير ذلك من التقاليد والعادات المحرمة شرعًا وعرفًا، ولا يبيحها الإسلام، وكان يمقت ذلك ويحض على التمسك بالتعاليم الإسلامية الصحيحة، وكان يحث الرجال والنساء على التمسك بتعاليم الدين الصحيح وما كان عليه سلف الأمة والصحابة والصحابيات، وكان يحترم المرأة ويقدرها، ويرى الحقوق التي مُنحت لها وقتها إنما هي للحفاظ عليها وصيانتها، وقد أورد بعض الأدباء المعاصرين في قصيدته أبياتًا تُوضح هذا المعنى بقوله:
“ما عهدناك يا حبيبة قلبي .. تزرعين الوداد في كل صدرٍ
فاحفظي الود في فؤادك لكن .. لشريك الحياة واصغي لأمر”
من أوصافه أيضًا التزامه بنظام محدد طوال حياته، ومثال ذلك أنه خلال أسفاره كان أول من يستيقظ وأسرعهم استعدادًا للرحيل، وكان يحرص دائمًا على أداء صلاة الفجر في وقتها المبكر، ويكتفي بثلاث ساعات فقط من النوم، وكان رحب الصدر يتقبل النصح من أهله، ويحتمل الانتقاد في ابتسامة حلوة، ولكن ما من قوة في العالم تستطيع أن تزحزحه عن رأي اقتنع به، وكان بليغًا حينما يتحدث في المناسبات وتتدفق الأشعار والنكات منه تدفق شلالات نياغرا، وهذا يدل على أصله العربي العريق، فملوك العرب خطباء بالسليقة.
كان الملك عبد العزيز يعلم أهمية أن يُتابع الملك حاشيته ورعيته، فكان يحمل ناظورًا كبيرًا ليراقب به من مجلسه حركات الجند والخدم، ويقول “عيننا عليهم دائمًا حتى ننصفهم ونعدل بينهم”، وقد وصف “الميجر دكسون” الملك عبد العزيز بقوله: “كان عبد العزيز رجلًا عظيمًا، فهو الحاكم العربي الوحيد الذي تمكن من تأديب البدو وعرف كيف يحكمهم، عنده السيف وله القلب الكبير”.
الفكرة من كتاب عبد العزيز في التاريخ: تاريخ وآداب
بين رحاب الصحراء الشاسعة، ظهرت شخصية فريدة صنعت من المستحيل حقيقة، ومن التفرق قوةً ووحدةً، إنه الملك عبدالعزيز آل سعود، القائد الذي خطّ بأحرف من إرادة وإصرار فصلًا جديدًا في تاريخ العرب. في هذه الكتاب سنكتشف معًا مواقف هذا الملك الفذّ الذي نجح في توحيد الجزيرة العربية، وجهوده الجبارة في نشر العلم والثقافة في أرجائها.
مؤلف كتاب عبد العزيز في التاريخ: تاريخ وآداب
حمد إبراهيم الحقيل: هو الشيخ حمد بن إبراهيم بن عبد الله بن إبراهيم بن سليمان بن محمد الحقيل، ولد في المجمعة عام 1338 هـ، وينحدر من أسرة عربية أصيلة تعود أصولها إلى قبيلة وائل ربيعة، بدأ حياته العملية إمامًا لقصر الحكومة في المجمعة عام 1353 هـ. في عام 1367 هـ عُيِّن إمامًا ومرشدًا ومفتيًا للجيش السعودي الذي أُعد لمحاربة اليهود في فلسطين، وأدى واجبه بإخلاص وكفاءة. بعدها تولى منصب قاضٍ، وعمل في عدة محاكم منها: محكمة الأحساء، ومحكمة الدمام، ومحكمة ضرمي، ومحكمة الزاحمية، وقد شغل منصب رئيس محكمة الخرج
اشتُهر بالعدل في القضاء، وسرعة البت في القضايا، فهو لا يخشى لومة لائم، ولا يداهن أحدًا بل يأخذ بيد الضعيف ويردع الظالم. كان الشيخ يهتم كثيرًا بالأدب العربي والتاريخ والفقه والأشعار العربية والشعبية، وكان يحفظ كثيرًا منها. عكف على دراسة علوم اللغة والشريعة والعروض ونظم الشعر، مما أسهم في غزارة إنتاجه الأدبي. ومن مؤلفاته:
كنز الأنساب ومجمع الآداب.
صيد القلم للشوارد والحكم.