الملك الجديد وازدياد نفوذ أوفقير
الملك الجديد وازدياد نفوذ أوفقير
لم يكن الملك الجديد كأبيه، فقد قرَّب إليه بعض الفاسدين الذين نهبوا البلاد، حتى إن الاختلاس قد وصل إلى أموال الزكاة التي كانت لها وزارة خاصة، كل هذا والمغرب يترصَّد له الراغبون في الاستئثار بالسلطة والذين تشجَّعوا بإسقاط ملك مصر وقتل ملك العراق، لكن وُهِب الحسن الثاني ذكاءً حادًّا سيمكِّنه من الحكم المطلق الصلاحية، وقد رأته فاطمة رجلًا مزدوج الشخصية وغير مستقر لا يحترم أحدًا، ورغم ذلك لم تكن العلاقة بينها وبينه سيئة لكنه كان شكاكًا.
وعن زوجها أوفقير، فقد وصل إلى سلطة أكثر نفوذًا بعد أن رُقِّي إلى رتبة جنرال وتوليه مهمة تنظيم أجهزة المخابرات ووزارة الداخلية، وهذا ما أقلق فاطمة لأنها تعلم أن عادة الملوك إذا ارتفع أحد أن يلطِّخوا سمعته ويقتلوه في النهاية، كما أصبحت العلاقة بين الزوجين فاترة بعد اكتشافها خيانته، ذلك الذي دفعها هي كذلك إلى خيانته مع شاب يعمل في قوات التدخُّل السريع والأمن العام التابعة للملك، ويُدعى “حسن” ليتم الطلاق عام 1964م وتتزوج فاطمة من حسن.
في عام 1965م حدثت في الدار البيضاء أعمال عنف وهجمات على مقرَّات الشرطة أدَّت إلى مقتل نحو ثلاثين شرطيًّا، وتلقَّى أوفقير الأوامر بإطلاق النار للتصدِّي لذلك العنف المسلح، وسمته الصحافة الفرنسية بسببها “جزار الدار البيضاء”، وزاد الأمر سوءًا اختفاء المعارض “المهدي بن بركة” من قلب باريس، واتهمت فرنسا أوفقير بقتله وحكمت عليه غيابيًّا بالسجن مدى الحياة، لكن الملك الحسن الثاني دعم أوفقير وجمَّد العلاقات الدبلوماسية مع فرنسا مدة خمس سنوات.
الفكرة من كتاب حدائق الملك: الجنرال أوفقير والحسن الثاني ونحن – شهادة ومذكرات
في يومٍ من الأيام فُوجئ العالم بأن زوجة الرجل الذي كان يومًا ما الرجل الأقوى في المغرب، قد عاشت نحو تسعة عشر عامًا في سجون مظلمة مع أولادها الستة بتوجيه ملك المغرب، وقد خرجت لتحكي معاناتها وتدفع الافتراء عن زوجها كونه عاش بالمغرب قبل استقلاله وكان دائمًا مواليًا لسلطانه، بل وهو أساس عودته إلى الحكم، فكيف تقلَّبت هذه الأحوال وأصبح في يومٍ وليلة قائدًا لانقلاب؟
في هذا الكتاب تحكي الكاتبة فاطمة أوفقير قصتها وحكايتها في سجنها وزوجها محمد أوفقير.
مؤلف كتاب حدائق الملك: الجنرال أوفقير والحسن الثاني ونحن – شهادة ومذكرات
فاطمة أوفقير Fatéma Oufkir: هي ابنة محمد عبد القادر الرجل العسكري في الجيش الفرنسي، وزوجة الجنرال المغربي محمد أوفقير، الذي يُعد شخصية سياسية نافذة في المغرب ما بين نَيْل المغرب للاستقلال وحتى عهد الملك الحسن الثاني، والعالِم بأسرار نظام المملكة المغربية وخفاياه، لذا قامت فاطمة بتأليف كتابها الوحيد “حدائق الملك”، وهي أيضًا أم الكاتبة “مليكة أوفقير” التي أصدرت كتابًا يخص معاناة العائلة في السجون المغربية.