الملاحظة
الملاحظة
الملاحظة هي أولى خطوات المنهج العلمي، فهي الإدراك الأول والمبدئي للظاهرة موضوع البحث، وأهمية الملاحظة ليست مقتصرة على إدراك المشكلة وإنما في التعرف عليها، ففي حياتنا كثير من الأمور التي من اعتيادنا إياها نأخذها مسلمات لا نلاحظها ولا نلاحظ المشكلات التي يمكن أن تترتب عليها.
ولهذا يجب علينا تدريب أنفسنا على التقاط المعلومات المحيطة بمشكلتنا واستغلال المعلومات التي نعرفها سلفًا، كخبراتنا الماضية وبحثنا في الإنترنت وقراءة الكتب وغيرها من المصادر، وبالرغم من تعدد مصادر المعلومات يمكننا أن نصنف المعلومات إلى نوعين: معلومات خارجية نلاحظها، ومعلومات داخلية نعرفها بالفعل، وخلال حلنا لمشكلاتنا نستخدم مزيجًا من كل منهما، ولهذا سيكون من المفيد معرفة أنواع تلك المعلومات التي تعوقنا.
المعلومات الخارجية تأتي من بيئتنا المحيطة، وعن طريق الإدراك الحاد والمتميز يمكن ملاحظة تلك المعلومات العائقة، وأول نوع هو المعلومات المفقودة التي تفلت من انتباهنا كأن ننسى موضع مفاتيحنا، وثاني نوع هو المعلومات الخاطئة وهذه تأتي من مصادر خارجية مضللة أو خاطئة، ولهذه نحتاج إلى درجة من الشك إلى أن نتأكد من صحة تلك المعلومات، فلا يمكننا أن نتخذ وصفة لعلاج البرد من جارنا الذي ليس له صلة بالعلاج الطبي، وثالث نوع هو المعلومات المخبأة وغير الواضحة وهذه تتضح لنا بالتركيز والتدريب على ملاحظة المعلومات، ورابع عائق خارجي هو حالة عدم وجود معلومات من الأساس، وفي هذه الحالة سنحتاج إلى الاعتماد على معرفتنا العامة بطبائع البشر ومجالات المعرفة لصنع حلول سريعة.
أما المعلومات الداخلية فلها بعض العوائق التي نحتاج إلى التغلب عليها لضمان حل المشكلة بفاعلية، عوائق كالأسباب العاطفية والتحيز في المعرفة وعدم استغلالها بشكل سليم، فعلى سبيل المثال هناك الأشخاص الذين يصرون على خطأ نحْوي لأنهم إما اعتادوا الخطأ وإما لا يريدون إرهاق أنفسهم واستغلال معرفتهم، وسواء كانت تلك المعلومات التي نلاحظها في حل مشكلتنا داخلية أم خارجية فالأهم من تكديسها هو فهم أهميتها وتمييز القيّم من الغث فيها، لتتمكن من استغلال ما تلاحظه على الشكل الأمثل عندما تفرض الفروض لحل مشكلتك.
الفكرة من كتاب حل المشكلات اليومية بالمنهج العلمي: كيف تفكر مثل العالم
المشكلات جزء لا يتجزأ من حياتنا اليومية، وكذلك طريقة حلنا لتلك المشكلات فكلاهما نقوم به بشكل شبه ثابت وتقليدي محدود بخبراتنا الحياتية ومعرفتنا ومستوى نظرتنا إلى الأمور من حولنا، ولهذا يعرض مؤلفو هذا الكتاب المنهج العلمي كأسلوب لحل مشكلاتنا اليومية، فالمنهج العلمي ليس مقتصرا على معادلات الفيزياء وتجارب الكيمياء المعملية، بل هو طريقة تفكير ينتهجها العلماء لحل المشكلات التي تواجههم سواء حدثت داخل المعمل أم خارجه في حياتهم اليومية العادية، وذلك لأن المنهج العلمي بسيط ويمكن لأي شخص أن يمارسه لحل مشكلاته وتبسيط يومه وزيادة رضاه عنه.
مؤلف كتاب حل المشكلات اليومية بالمنهج العلمي: كيف تفكر مثل العالم
دون ك. ماك: حاصل على درجة الدكتوراه في الفيزياء من جامعة تورنتو بكندا، عمل أستاذًا مساعدًا في جامعة كون، كما عمل باحثًا علميًّا في الحكومة الاتحادية، من مؤلفاته:
The science of financial market trading.
Mathematical Techniques in Financial Market Trading.
أنجيلا ت. ماك: تعمل في إحدى الشركات الكندية الرائدة، وحاصلة على البكالوريوس في إدارة الأعمال من جامعة تورنتو بكندا.
أنتوني ب. ماك: حاصل على الدكتوراه في علم الوراثة الجزيئية من جامعة تورنتو بكندا.
معلومات عن المترجم:
محمد محمد مدين: أستاذ بكلية الآداب جامعة القاهرة، وأستاذ ورئيس قسم التفكير العلمي بجامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا، من مؤلفاته:
جورج إدوارد مور: دراسة في منطق النظرية الأخلاقية.
الحدس الخلقي: مقال في المنهج الأخلاقي.
منطق القيمة عند برتراند راسل.