المكانة هي الدافع الأكبر
المكانة هي الدافع الأكبر
كل استراتيجيات التسويق تنتهي إلى تحقيق هدفين، إما مطابقة نمط المستهلكين وإما كسره، وتعني المطابقةُ عدمَ إضافة عرض جديد أمام الزبائن، المعتادين فعلًا ما، فمثلًا تعرض على أسرة منتجات طعام لصغيرها الرابع، فَهم معتادون استهلاك هذا النوع من المنتجات ولو كان من علامة تجارية أخرى، فلا يخلق عرضك توترًا أو ضجة، على عكس استراتيجية كسر النمط، فهي تستهدف زبائن لم يعتادوا فعلًا ما، وهنا تعرض طعام الأطفال على الآباء الجدد، الذين يمرون بأول تجربة لهم مع الأطفال، ويسبب عرضك التوتر والضجة اللازمة لدفع علامتك للتقدم، ماذا تفعل إذا أردت كسر نمط موجود؟ باختصار شديد أشعر أصحابه بالتخلف عن الرَّكب.
لماذا سيؤثر ذلك فيهم؟ لأن المكانة هي الدافع الأكبر لأفعالنا، ويجب أن يفهمها المسوقون جيدًا إذا أرادوا التأثير في سلوك المستهلكين، وتمتاز المكانة بسمات عدة: أولًا: أنها نسبية متغيرة. ثانيًا: يحددها من ينظر إليك، ولهذا تختلف بحسب بيئتك والمحيطين بك. ثالثًا: أنها محصورة بين خيارين لا ثالث لهما، إما حفظها وإما تغييرها. رابعًا: بعثها على التكاسل والاعتماد. خامسًا: أنها تؤثر في تصوراتنا. أخيرًا: يقتلها الخزي ويتركها صريعة.
وبعد اكتشافنا أهمية المكانة وتأثيرها في قراراتنا، يجب أن نعرف كيف ينظر الشخص إلى مكانته، وكيف يقيس الناس الذين نهتم بهم الأمور، لكي نستطيع أن نخلق مجتمعًا ينتمي إلى هوية واحدة، ويستمد منها مكانته، بدلًا من أن نرغب في السيطرة عليه وخداعه.
الفكرة من كتاب هذا هو التسويق
إذا طرحنا سؤال “ما هو التسويق؟” فسنرى أغلب الإجابات ذات صبغة قديمة، التسويق هو الإعلان، أو أن تبيع أكثر، أو هو خداع الزبائن ودفعهم إلى الشراء بأعلى سعر ممكن، هذه تعريفات خاطئة ومخزية للتسويق، وحان الوقت لكي تطوى وتقذف في آبار النسيان.
التسويق وسيلة لتغيير العالم، عبر ابتكار الأفكار والثقافات ونشرها، بجانب تقديم منتجات وخدمات مرافقة، تسهم في تحسين طريقة حياة المستهلكين، وتحل مشكلاتهم، ولكن كيف نبدأ في تطبيق تلك الرؤية؟ كيف نقنع الناس بأننا مختلفون عن الآخرين؟ ولماذا هذا التعريف الجديد للتسويق هو الأفضل للجميع؟ وما خطوات بناء ثقافتنا التسويقية الخاصة؟ هذا ما سنعرفه في كتابنا اليوم.
مؤلف كتاب هذا هو التسويق
سيث جودين: رجل أعمال أمريكي ومؤلف ومتحدث جماهيري، ولد عام 1960م، حصل على بكالوريوس في علوم الحاسب الآلي والفلسفة من جامعة تافتس في عام 1979م، أتبعها بماجستير من جامعة ستانفورد للأعمال، عمل مدير العلامة التجارية في Spinnaker Software بين عامي 1983م و1986م، أسس بعدها شركة للإنتاج، ثم التقى مارك هيرست وأسسا معًا شركة Yoyodyne للتسويق، وبعد عدة سنوات باع شركته الأولى، وانصب كل تركيزه على شركة التسويق، محاولًا خلق فلسفة تسويقية جديدة، عبر عدة مشروعات تجارية قام بها. أما عن التأليف، فقد حصل على جائزة Free Prize Inside فوربس الأعمال للكتاب للعام في عام 2004م، وألف عدة كتب أشهرها:
جميع المسوقين كاذبون.
البقرة الأورجوانية.
المنحدر.
معلومات عن المترجم:
إسماعيل كاظم: مترجم من ترجماته:
الطريق الأقصر إلى الثروة.
ممارسة الثقة.