المكافآت والعقوبة في التربية الفعالة
المكافآت والعقوبة في التربية الفعالة
وضعت التربية الفعالة لأساليب المكافأة استراتيجيات ناجحة تناسب كل المربين مهما كانت ظروفهم، وأول استراتيجية هي التنويع بين المكافآت، فمن الخطأ الاقتصار على المكافآت المادية فقط، حتى لا يتعوَّد الطفل أن يكون ماديًّا نفعيًّا يأخذ مقابل كل ما يفعل، ثم تفعيل المكافأة المعنوية من شكر ومدح وثناء على الطفل عندما يقوم بأفعال حسنة، كذلك الثناء على الطفل أمام الآخرين من العائلة والأصدقاء، فهذه الأمور لها الأثر الأكبر في نفسه وتشجيعه، كما أن الكلمة الطيبة والإحسان إليه وشكره له الدور الأكبر في هذه الاستراتيجية، مثل: أحسنت، الله يعطيك العافية، ممتاز، وهكذا بكلمات بسيطة خفيفة على اللسان تترك الأثر الطيب في نفس الأبناء.
ولا مانع من بعض المبالغة والتعميم إذا ساعد في أي شي مثل المنزل وشكره وتضخيم الأمر مثلًا كأن تقول إنه دائمًا ما يساعدني ويهتم، فذلك يشجِّعه أكثر ويزيد من روحه التعاونية، أما عن العقوبة في التربية الفعالة فلا مجال فيها لأنواع العقاب المعتادة، بل ما يسمى بالعقوبة المقنَّنة وهي ليست عقوبة بالمعنى المألوف، بل اتفاقية مسبقة، معلومة الحدود والشروط يضعها المربي مع من يربيهم، ويعلمون أن هذه الاتفاقية لمصلحتهم، بل ومن المفيد أن يشاركوه في تحديد العقوبة، والهدف من العقوبة المقنَّنة هو مساعدة الشخص على تجاوز الخطأ.
أما كيفية العقوبة المقنَّنة وغايتها فتتم بأن يختار الآباء الوقت المناسب للجلوس مع الأبناء في هدوء ومشاركتهم هذه الخطة: الأهداف المرجوة والمصادر المتاحة والمحاسبة والمساءلة والمكافأة عند إنجاز الاتفاقية، والعقوبة عند التقصير، ومن المهم فيها ألا يكون هذا الاتفاق من طرف واحد، بل بالتعاون بين الآباء والأبناء، والغاية منها أن يلتزم الأبناء لأنهم لو أجبروا عليها لما فعلوها فكانت المشاركة ضرورية لأن الإنسان يلتزم عادةً بما يلزم به نفسه، وينفر مما يفرضه عليه الآخرون.
الفكرة من كتاب أبناؤنا جواهر ولكننا حدادون
أبناؤنا جواهر نستطيع تشكيلها بسهولة من الصغر، لكننا بدلًا من أن نتعامل معهم بعناية كالصاغة نستخدم أساليب الحدادين وعضلاتنا معهم.. يأتي هذا الكتاب ليعلِّمنا أدوات صياغة الأبناء، إذ يقدم مجموعة إضاءات مهمة ونصائح تطبيقية في طرائق التربية الفعالة والحديثة، مقارنًا بين الوسائل القديمة للتربية التي يشبِّهها بطرق الحدادين وبين الوسائل والأدوات الحديثة من حيث السلبيات والإيجابيات في كلٍّ منها.
مؤلف كتاب أبناؤنا جواهر ولكننا حدادون
مسلم تسابحجي: طبيب بشري تخرَّج في كلية الطب جامعة دمشق، ونال إجازة في الشريعة الإسلامية من الجامعة نفسها، كما حصل على دبلوم التأهيل التربوي، ويعمل بمجال التدريب والاستشارات التربوية النفسية والاجتماعية، وهو مدرب معتمد في البرمجة اللغوية العصبية.