المكافآت تعبد طريق التغيير
المكافآت تعبد طريق التغيير
تعتبر المكافآت جزءًا لا يتجزأ من عملية التحفيز الداخلي للاستمرار والمواظبة على إجراءات التغيير، ولا يشترط فيها أن تكون ضخمة وكثيرة، إلا أن اعتمادها إجراءً تدعيميًّا بين الحين والآخر للتشجيع يعد محفزًا جيدًا لاكتساب عادات إجرائية أفضل.
كما يروج استخدامها اليوم كثيرًا من أجل إتمام المهمات أو اختلاق الحلول أو تحسين النتائج، إذ تعد أسلوبًا شبه متعارف عليه في عرف أغلب المؤسسات والشركات -الكبرى والصغرى- للرفع من مستويات أداء العاملين والمحافظة على تحفزهم المستمر.
إضافة إلى كون النفس بطبيعتها تميل إلى حصد المكافآت ويعينها ذلك على تعزيز كفاءتها، لا يعد منهج المكافآت بدعًا من ذلك فقد أدرج في المصطلحات الأكاديمية في منتصف القرن العشرين كأداة نفسية فاعلة التأثير في جودة العمل المنجز وقيمته.
إلا أن ما يميز استراتيجية الكايزن في التعامل مع هذا الحافز ليس البعد المادي وحسب، بل في الثمار المعنوية المتوقعة من هذا النهج، فهي لا تبني فكرتها على صرف جوائز ضخمة في فترات متقاربة حتى تصبح الجائزة هي الهدف في حد ذاتها، إنما تعتمد على صرف جوائز صغيرة -ذات مغزى معنوي- في فترات متباعدة وأحيانا مفاجئة، حتى تتحول إلى حافز داخلي يدعم فكرة التطوير والمشاركة ويرفع من شأن مساهمات الجميع كقيمة معنوية لا مادية.
وهذا يتوقف على استراتيجيات صرف هذه المكافآت الصغيرة المتعلقة بالمكان والظرف والتوقيت المناسب، إذ يمكن أن يحدث ذلك في ظروف تستحكم فيها فكرة استحالة التوصل إلى الحلول فتأتي المكافآت هنا حافزًا إبداعيًّا لكسر هذا الحاجز النفسي والسلوكي وخرق قبضة المستحيل بلوغًا للحل المنشود بسبب هذه الجوائز المستحقة المجدية.
الفكرة من كتاب خطوة واحدة صغيرة قد تغير مجرى حياتك “طريقة الكايزن”
يقطع الناس أشواطًا طويلة من الانهماك في التغيرات الكبيرة والمتقطعة، على الرغم من أن النتائج قد تكون دون المتوقع، أو مؤقتة ولا تحدث من التغيير المنشود شيئًا يحاكي حجم التوقعات المرسومة مسبقاً فلا تكاد تلمس لها أثرًا أو تراه.
وانطلاقًا من نقد هذا المعتقد الخاطئ باشر المؤلف طرح فكرته الدائرة حول استراتيجية بديلة للتغيير تعرف باستراتيجية “الكايزن” وهي استراتيجية تتمحور حول إجراء واحد بسيط، نختصرها في مقولة “رحلة الألف ميل تبدأ بخطوة” مؤكداً على أهمية استثمار هذه الآلية للتغلب على ضيق الوقت الذي يواجه الجميع والقصور الشخصي.
مؤلف كتاب خطوة واحدة صغيرة قد تغير مجرى حياتك “طريقة الكايزن”
روبرت مورير هو فيزيائي، ومهندس من الولايات المتحدة الأمريكية، وهو عضو في جمعية مهندسي الكهرباء والإلكترونيات والأكاديمية الوطنية للهندسة.
حصل على عدد من الجوائز كجائزة موريس ليبمان التذكارية لمعهد مهندسي الكهرباء والإلكترونيات عام 1978، إضافة إلى وسام القلب الأرجواني، وقلادة العلوم الوطنية الأمريكية في مجال التكنولوجيا والابتكار.
معلومات عن المترجم :
مكتبة “جرير” من أعمالها:
التيقظ.
استمع إليّ أستمعْ إليك.
المرجع الأساسي للذاكرة.