المقاهي في القرن التاسع عشر

المقاهي في القرن التاسع عشر
في القرن التاسع عشر أصبحت القهوة سلعة عالمية، تؤثر السياسة والطقس والحرب والمضاربة في قيمتها، كما صارت تستهلك في جميع أنحاء أوربا، وأدى توقف إنتاج القهوة في «هايتي» إلى سيطرة البرازيل عالميًّا على إنتاج البن، فأنتجت كمية ضخمة ثمنها رخيص، وفي نهاية القرن زاد إنتاج البن في البرازيل، فعَمَّ البن البرازيلي العالم.

وفي بريطانيا انتشرت أكشاك القهوة في الشوارع، وفي منتصف القرن التاسع عشر نتجت عن ارتفاع الأجور زيادة كبيرة في استهلاك القهوة، فانتشرت المتاجر المتخصصة، وارتفعت المبيعات، وأسهم توسع السكك الحديدية وتطور الشحن البحري في إمكانية توزيع القهوة في أرجاء البلاد، وفي الولايات المتحدة الأمريكية صارت القهوة أكثر وفرة وأقل ثمنًا لأنها زُرِعَت في الجزر القريبة من السواحل الأمريكية، وأدى وصول اللاجئين من أوربا عام ١٨٤٨م دورًا مهمًّا في تأسيس ثقافة القهوة، وفي نهاية القرن أصبحت الولايات المتحدة تستهلك نصف إنتاج العالم من البن.
وقد عاد التصنيع والتكنولوجيا بفائدة كبيرة على القهوة، فاستفادت بالمعدات الحديثة في التحميص والتحضير، وبرزت فرنسا بطرائق التحضير المتطورة، وبرزت ألمانيا بالمهارات الهندسية، وفي الولايات المتحدة اعتمدت صناعة القهوة على معايير قياسية، واتصفت كل أنواعها بالمذاق والقوام نفسه، وفي أوربا تغيرت المدن وعُمِّرَت وأُنشِئَت جادَّات رائعة، وافتتحت المقاهي على جنبات المناطق، وصارت ملتقى الفنانين والكتاب الذين أسهموا في الازدهار الفني الذي ميز هذه الحقبة فسُمِّيَت بالحقبة الجميلة.
وفي إفريقيا توسعت مساحات مناطق زراعة محاصيل البن التي تُصَدَّر إلى أمريكا الجنوبية وأوربا، بسبب فطر الصدأ الذي أصاب محاصيل البن في الشرق، وأدى التطور التكنولوجي إلى توسع السوق وانتشار القهوة، وزراعة حبوب البن في مناطق جديدة، وقد أدى تهافت القوى الأوربية على استيلاء مناطق من إفريقيا لصالحها إلى التأثير في تاريخ حصاد البن، فحاول الحكام الأوربيون النهب بمبرر تحضر شعوب إفريقيا بنشر الإنجيل والتعليم، وعندما فشلت هذه الحجة استخدموا الأسلحة التي دمرت مساحات واسعة من الأراضي وأزالت عديدًا من الحضارات القديمة، ولم تستفد إفريقيا بالاستعمار إلا باكتشاف أنواع جديدة من البن، وابتكار وسائل زراعية اعتمادًا على الأساليب التقنية والمهارات المتقدمة.
الفكرة من كتاب حبوب البن الساحرة: التاريخ المختصر للقهوة
القهوة هي المشروب المفضل لدى كثيرين، واحتساؤها جزء أساسي من يومهم، وتتعدد أنواعها وطرائق إعدادها، ولكل محتسٍ لمسته الخاصة، لكن هل تعلم أن العرب لهم الفضل في اكتشاف هذا المشروب الرائع؟ وأن القهوة تجاوزت كونها مشروبًا لتؤثر تأثيرًا بالغًا في السياسة والاقتصاد والأدب والمجتمع؟ اصطحب قهوتك ولنطّلع على تاريخ القهوة من المنشأ حتى القرن الحادي والعشرين.
مؤلف كتاب حبوب البن الساحرة: التاريخ المختصر للقهوة
جوردون كير: ولد في مدينة «إيست كيلبرايد الإسكتلندية الجديدة»، وتخرج في جامعة «جلاسكو»، ثم انتقل إلى فرنسا، وبعد ذلك عَمِل في لندن في تجارة النبيذ، ثم في مجال التسويق لبيع الكتب والنشر، ثم أصبح كاتبًا متفرغًا، أَلَّف أعمالًا كثيرة في مجالات متنوعة، من ضمنها الفن والتاريخ والجريمة الحقيقية والسفر والفكاهة، ومن تلك الأعمال: كتاب: «A Short History of the Middle East: From Ancient Empires to Islamic State» وكتاب: «Mafia Men: Hoodwinkers, suckers and scams» ورواية: «The Partisan Heart»
معلومات عن المترجم:
منتدى فايز علمي: مترجم متميز، من ترجماته:
قبل أن تبرد القهوة.
لماذا نأكل كثيرًا