المقارنة بين العلاج السلوكي المعرفي والعلاجات النفسية الأخرى
المقارنة بين العلاج السلوكي المعرفي والعلاجات النفسية الأخرى
لا يمكن التفضيل بين وسيلة علاجية وأخرى بمقارنة محتواها فقط، ولكن بمقارنتها بالوسائل العلاجية الأخرى، والعلاجات السلوكية المعرفية تتسم بالتركيز على المشكل، أي بالتحديد الدقيق للظواهر النفسية التي تشكِّل صعوبات للمريض كالأعراض الإكلينيكية وصعوبات التكيُّف الانفعالي والمشكلات السلوكية وغيرها، ومن ثم تطبيق استراتيجية لتعديل ذلك، فالشفاء هو الهدف الأول لجعل المريض حرًّا، ويتسم العلاج السلوكي بالعلاجات المختصرة فيما يقرب من أسبوع إلى سنة مقارنةً بغيره من طرق العلاج الأخرى.
ويُعرف العلاج السلوكي بأنه نشيط وتجريبي حيث يُطلَب من المريض أن ينجز أشياء ملموسة، ومن خلال تلك الأنشطة يختبر المريض طرقًا جديدة للحياة والتفكير والشعور والسلوك، وتتم تلك الأنشطة في العيادة بمساعدة المعالج ثم يُطلب من المريض إعادتها بمفرده خارجها، وتُعرف العلاجات المعرفية السلوكية بأنها علاجات علمية، فهي الأكثر خضوعًا للدراسات العلمية والأكثر امتلاكًا للأدلة العلمية التي تثبت فاعليتها من بين العلاجات الأخرى.
وعلى النقيض هناك التيارات العلاجية غير السلوكية المعرفية كالتحليل النفسي والمقاربة النسقية والمقاربات الإنسانية والعلاج بالتنويم، وتتسم تلك العلاجات بالتركيز على الشخص، وتهدف إلى مساعدة الشخص على الوعي بصراعاته اللاشعورية ومساعدته على استعادة قدرته على الإنجاز، فكما يقول فرويد “يأتي الشفاء من الاستبصار”، ويعني ذلك أنه إذا قام المريض بحلِّ صراعاته اللاشعورية فستختفي أعراضه، ويستغرق ذلك النمط من العلاج على الأقل ثلاث سنوات بمعدَّل عدة حصص أسبوعيًّا، والمريض هو من يحدِّد بنفسه محتوى تلك الحصص العلاجية.
الفكرة من كتاب مدخل إلى العلاجات السلوكية المعرفية
أثبتت العلاجات السلوكية المعرفة على نحو متدرِّج مكانتها كأحد التيارات الأساسية في العلاج النفسي التي تم تطبيقها وتطويرها في البلدان الأنجلو- سكسونية إلى أن أصبحت العلامة الأساسية في العلاج النفسي، ثم بعد ذلك انتقلت إلى أوروبا ثم إلى العالم بأسره، ومنذ عشر سنوات تسارعت الوتيرة وأخذت العلاجات السلوكية المعرفية تحتلُّ مكانة أكثر أهمية تدريجيًّا في ميدان العلاج النفسي، وكذلك مصالح الطب العقلي.
وفي هذا الكتاب يستعرض المؤلف مفهوم العلاج السلوكي المعرفي، وتاريخ نشأته والتقنيات المستخدمة فيه والعلاقة بين التعلُّم والسلوك والصحة النفسية والعوامل المؤثرة فيها، وما مفهوم العلاج الفعَّال وأوجه الاختلاف بين العلاج السلوكي المعرفي والعلاجات الأخرى وخطط واستراتيجيات العلاج، ويعدُّ هذا الكتاب إجاباتٍ لكثير من التساؤلات للمهتمِّين بتطوُّرات العلاجات النفسية وميدانها الرحب.
مؤلف كتاب مدخل إلى العلاجات السلوكية المعرفية
سيريل بوفيه: كاتب وعالم نفس واجتماع، مهتم بالصحة النفسية والتربوية.
له العديد من الكتب في مجال علم النفس السلوكي منها الكتاب الذي بين أيدينا “مدخل إلى العلاجات السلوكية المعرفية”.