المقابلة التشخيصية
المقابلة التشخيصية
المقابلة هي محاولة بين شخصين أو أكثر للحصول على معلومات أو تعديل لسلوك، والمقابلة أنواع حسب الهدف المرجو منها، فهناك المقابلة التشخيصية التي تهدف إلى فحص المريض وتحديد الأعراض بدقة للوصول إلى تشخيص، تشمل معرفة التاريخ المرضي وتقييم قدرات العقل والتفكير كالذاكرة وحل المشكلات وطريقة استخدام اللغة واضطراب الإدراك كالهلاوس ودرجة الوعي ومظاهر السلوك الدالة على المرض، ويستخدم المعالج فيها أسلوب توجيه الأسئلة والاختبارات العقلية والشخصية، وفائدة هذه النوع من المقابلات تظهر أكثر في الأمراض الذهانية.
وهناك المقابلة التي تُجرى لتحديد نوعية العلاج أو المؤسسة العلاجية المناسبة، وتعتمد على أهداف المريض وتوقعاته، والمقابلة بهدف الاطلاع على التاريخ الاجتماعي للمريض فتركِّز على علاقاته مع الأسرة وزملاء العمل وذكريات الطفولة، والمقابلة التي تكون مع أهل المريض والمقربين منه ولا بدَّ من الحرص على ألا تترك المقابلة آثارًا سلبية بين المريض وأهله أو المعالج، فالأولى أن تتم بعد موافقة المريض، والهدف الرئيس منها العلاج وليس التشخيص، وهناك أنواع أخرى من المقابلة كمقابلات الفرز (screening) التي تتم على عدد كبير من الناس لتميز الصالحين لأداء مهمة معينة، والمقابلات السلوكية، وهي نوع من المواجهة المباشرة لغرض معين كإقامة علاقة طيبة مع المريض أو مناقشة طبيعة مشكلته والحلول المناسبة لها.
ولكي تكون المقابلة ناجحة وفعالة يحب على المعالج أن يوجه الأسئلة بصورة ودية، وليس في شكل تحقيق نيابي، من دون أن يكبح مشاعر المريض، بل يهدف إلى إثارتها، وأن يتحمَّل فترات الصمت ويلاحظ التغيرات الانفعالية في الحالة، وإظهار التفهم والتعاطف ومعالجة أعراض القلق والانتباه للغة الجسد والحركات اللاإرادية، وإنهاء المقابلة دون ترك آثار سلبية أو محبطة مع القيام بتفسير وتلخيص التي حصل عليها والتخطيط للجلسات المقبلة، ومن الشروط الأساسية في المقابلة التشخيصية، وبخاصةٍ المصداقية، وهو قدرة الأداة (أو المقابلة) على قياس ما وضعت لأجله، والثبات وهو يعني توافق فقرات أو وحدات الأداة الواحدة لقياس ما وضعت لقياسه، لذا قد تكون ثابتة ولا تكون صادقة.
الفكرة من كتاب علم النفس الإكلينيكي في ميدان الطب النفسي
ظلَّ دور علم النفس الإكلينيكي محصورًا في الفحص والتشخيص منذ أن أطلق “ويتمر” مفهومه لأول مرة عام ١٨٩٦ واصفًا مجموعة الإجراءات التشخيصية للتخلُّف العقلي عند الأطفال، ولكن بعد نهاية الحرب العالمية الثانية دخل ذلك التخصُّص بقوة في تقديم الاستشارة والنصح ومباشرة العلاج النفسي لطائفة متنوعة من الأمراض النفسية والعقلية، فضلًا عن دوره الواسع في مجال الأبحاث المتعلقة بتحسين أساليب العلاج والتفريقات التشخيصية، بل واتسعت مجالاته المهنية تدريجيًّا من التعامل مع فرد واحد مضطرب إلى التعامل مع أنواع من الجماعات كالعائلات وطلاب المدارس والمساجين للتخلص مـن الأنمـاط السيئة في التفاعل والمشكلات الاجتماعية أو طلب الإرشاد للتعامل الأمثل مع الواقع وأحداث الحياة.
مؤلف كتاب علم النفس الإكلينيكي في ميدان الطب النفسي
الدكتور عبد الستار إبراهيم: هو أستاذ متخصص في علم النفس الإكلينيكي ورئيس قسم الطب النفسي بكلية الطب بجامعة الملك فيصل، واستشاري الصحة النفسية بمستشفى الملك فهد، وعضو في جمعية الصحة العقلية التابعة لمنظمة الصحة الدولية وجمعية الصحة النفسية الأمريكية، وحصل على العديد من الجوائز العلمية، وله نحو مائة بحث ومقالة باللغتين العربية والإنجليزية في مجالي علم النفس والطب النفسي، فضلًا عن عدد من المؤلفات، ومنها:
– الإنسان وعلم النفس.
– القلق قيود من الوهم.
– السعادة في عالم مشحون بالتوتر وضغوط الحياة.
الدكتور عبد الله عسكر: أستاذ ورئيس قسم علم النفس بكلية الآداب جامعة الزقازيق، عمل استشاريًّا للصحة النفسية بالمملكة العربية السعودية حتى ١٩٩٦، وهو عضو جمعية علم النفس المصرية بالقاهرة، وعضو الجمعية الإسلامية العالمية للصحة النفسية بالقاهرة، وله العديد من الندوات والمؤتمرات والأبحاث في مجالي علم النفس والصحة النفسية، وله مؤلفات منها:
– علم النفس الفسيولوجي.
– مدخل إلى التحليل النفسي اللاكاني.
– الإدمان بين التشخيص والعلاج والوقاية.