المفاتيح الثلاثة لوقاية ما بعد الولادة
المفاتيح الثلاثة لوقاية ما بعد الولادة
هناك ركائز ثلاث لمرحلة وقاية الطفل بعد الولادة؛ وهي: التطعيم، والرضاعة الطبيعية، والتغذية الصحية، وبالنسبة للتطعيم؛ فهو يعني أن نُعطي الإنسان مُسبب المرض ولكن بشكل لا يؤدي إلى المرض، إذ تتم معالجته ومن ثم حث الجهاز المناعي لتكوين أجسام مضادة لمُسبب المرض وصنع الحاجز الدفاعي، وهناك تطعيمات إجبارية ضرورية يتم إعطاؤها للطفل في السنة الأولى وتكون تطعيمًا ضد أمراض الدرن، وتطعيمًا ضد شلل الأطفال، وتطعيمًا ثلاثيًّا ضد الدفتريا والتيتانوس والسعال الديكي، وتطعيمًا ضد الحصبة، وعند بلوغ عمر ثمانية عشر شهرًا يحصل الطفل على جرعة منشطة لكلٍّ من شلل الأطفال والثلاثي كتكملة، وبعد ذلك توجد تطعيمات اختيارية، ومنها تطعيم ثلاثي آخر ضد الحصبة والحصبة الألمانية والنكاف، وتطعيم التهاب الكبد (ب)، وتطعيم الالتهاب السحائي، وتطعيمات أخرى لا تُعطى إلا في ظروف معينة.
نتطرَّق الآن إلى الرضاعة الطبيعية وهي أيسر سُبُل الوقاية، فلبن الأم قد جعله الله مُعدًّا ليناسب كل احتياجات الطفل، فهو جاهز متى أراد الطفل لبن أمه ولا ينضب، كما أنه مُعقم ويقي الطفل التلوث والنزلات المعوية، أضف إلى هذا مدى ما تحدثه الرضاعة الطبيعية من ارتباط نفسي بين الطفل وأمه، وأنها تساعد الأم على إعادة الرحم إلى حالته قبل الحمل وتقليل احتمالية إصابتها بسرطان الثدي.
بعد إتمام فترة الرضاعة؛ تأتي مرحلة التغذية الصحية للطفل بحصوله على القدر الكافي من البروتينات، ويجب التنويع بين المصادر الحيوانية والمصادر النباتية، ثم ننتقل إلى النَّشويات والدهنيات المسؤولة عن الطاقة، ويجب عدم المبالغة فيها بشكل خاص لأنه على الرغم من أن نقصها يسبِّب للأطفال أمراضًا مثل “المارازماس”؛ فالإفراط فيها أيضًا يتسبَّب في أمراض مثل السمنة المفرطة وتصلُّب الشرايين والذبحة الصدرية، وهناك بالطبع العناصر المعدنية والفيتامينات، والتي يتسبَّب نقصها في خلل المكونات الحيوية بالجسم، وقد وجب التنويه إلى أن لبن الأم يفتقر إلى فيتامين (ج)، لذا يُنصح بتوفيره للطفل بعد إتمام شهره الأول.
الفكرة من كتاب وقاية الطفل من الأمراض
لا تُكلِّف الوقاية شيئًا رغم أنها تكفي المرء بلاءً ليس من السهل تخطِّيه أبدًا، فمرض مثل شلل الأطفال الذي قد يصيب أي طفل دون استثناء ويجعله عاجزًا طوال حياته يمكننا الوقاية منه فقط بتطعيم يتكوَّن من ثماني نقاط لا أكثر، إذًا فالمعرفة والإلمام بسُبُل الوقاية الصحية هي سلاح ينبغي للوالدين امتلاكه، كما أن المرءَ يحمل أمانة ومسؤولية تتمَّثلان في أن يكون طفله صحيحًا سليمًا وليس نهبًا لتلك العلل، إذًا كيف تقي طفلك الأمراض؟
يقدِّم هذا الكتاب نصائح تتعلَّق بوقاية الطفل من مختلف الأمراض، ويبدأ من أول مرحلة يمكن بدء الوقاية فيها مرورًا بالخطبة ثم الزواج ثم الحمل والولادة ثم نشأة الطفل بين أبويه حتى يكبر وينمو صحيحًا سالمًا بإذن الله.
مؤلف كتاب وقاية الطفل من الأمراض
سناء عبدالله أبو زيد: هو طبيب متخصص في طب الأطفال، وقد ألَّف كتبًا تحت اسم “سلسلة سفير التربوية”، ومنها هذا الكتاب، وكتاب “مشكلات الطفل الرضيع”.