المعونة المزعومة وحجة الفشل الاشتراكي
المعونة المزعومة وحجة الفشل الاشتراكي
إن ما يُسمى بـ”المعونة” المزعومة المالية والتكنولوجية للدول النامية لم يُرَ أنها ضاعفت أي تنمية لها، بل كانت في صالح تلك الشركات الأجنبية في هذه الدول، حيث الأيدي العاملة الرخيصة التي تسمح لها بالحصول على مكاسب أعلى بكثير مما في بلادها، وماكانت نتيجة ذلك إلا تراجعًا للإنتاج القومي وتفاقمًا للديون.
بتلك الآليات التي تم ذكرها تكون النتيجة هي الهيمنة الأمريكية التجارية والعسكرية على العالم، والتي بدأت فعليًّا منذ حرب الخليج، حيث الابتزاز بالديون وفرض الاحتكار التجاري العالمي.
ويستنتج الكاتب أن تلك الدول المُسيطرة هي نفسها المُسبب الأول للحروب والنزاعات في مختلف دول العالم الثالث، وهي كذلك التي تزعم تسارعها لإيجاد حل لتلك الحروب، هي نفسها أيضًا التي استغلت تلك الحروب لتصدير أسلحتها، تلك الصناعة التي تعيش عصرها الذهبي في الولايات المتحدة.
ولا بدَّ من الإشارة إلى أن الاشتراكية والرأسمالية، هما القطبان اللذان قامتا عليهما حضارتا السوفيت والغرب، فالاشتراكية – على حد قول مؤسسها ماركس – هي توفير كل الوسائل للتنمية الكاملة للقُدرات الإنسانية بحيث تجعل من الاقتصاد وسيلة لا غاية، ولكن الفهم الخطأ هو ما أفشل اشتراكية الاتحاد السوفيتي بسبب اعتماده على قاعدة رأسمالية غربية، وقيامه على المفاهيم الإنتاجية للغرب.
ولا يمكن كذلك نسب الكمال لـ”غابة السوق” والرأسمالية، فهناك في عالم “اقتصاد السوق” في أوروبا فوق الـ17 مليون عاطل، وفي الولايات المتحدة 20 مليون فقير.
الفكرة من كتاب حفارو القبور
لم يصبح العالم مكانًا مناسبًا لأي وضع إنساني، عالم تتغذى فيه الدول الكبرى على حروب ونزاعات العالم الثالث، حيث عدم التوازن، كل شيء مُباح لأجل مصالح سياسية، كل شيء له قيمة وثمن بما في ذلك أي صمت عالمي تجاه كل ما هو ضد الإنسانية.
يناقش روجيه جارودي، عددًا من المشكلات السياسية والوضع العالمي، والتفاوت الحادث بين الدول الكبرى ودول العالم الثالث، مُتجهًا إلى الحلول الممكنة للتحرر الحقيقي للعالم، وصولًا إلى وحدته.
مؤلف كتاب حفارو القبور
روجيه جارودي (1913 – 2012): فيلسوف وكاتب فرنسي، بدأ حياته بالعمل أستاذًا في الفلسفة، ثم انخرط في السياسة كنائب في البرلمان، وعضو في الحزب الشيوعي الفرنسي الذي طُرد منه لانتقاداته للاتحاد السوفيتي.
عُرف في العالم العربي بعد اعتناقه الإسلام، وتأليفه عددًا من الكتب الخاصة بنظرة الإسلام إلى الوضع السياسي العالمي.
من أبرز كتبه ومؤلفاته:
المسجد مرآة الإسلام.
الإسلام دين المستقبل.
الولايات المتحدة طليعة التدهور.
الأساطير المؤسسة للسياسة الإسرائيلية.