المعنى الحقيقي للتوحيد عند الصوفية
المعنى الحقيقي للتوحيد عند الصوفية
كثيرًا ما سمعنا عن رموز صوفية كبيرة وأنها وقعت في الشرك من فرط التصوف مثل الحلاج، حيث ينقلون لنا أنه كان يقف ويقول “أنا الله”. ويسمي أئمة التصوف هذه الحالة التي كان فيها الحلاج بالشهود أو التجلي، وهو أن الإنسان يبلغ حبه لله إلى ذروة فناء في محبوبه ويسكت ما بداخله فيصبح الله هو الذي يتكلم، يتجلى الله على قلب عبده فيفنى العبد ويصبح الحضور لله، لله ولا أحد سواه!
ويوضح الدكتور مصطفى محمود أن هذا الجانب من الصوفية هو وادٍ كثير المهالك ومزلق خطير، وأخطر ما في الأمر أنه قد يجر الصوفي إلى فكرة وحدة الوجود وهي فكرة هندية تشير إلى وحدة الخالق والمخلوق، أي إن القاتل والمقتول والسكين وخالقهم جميعًا واحد في ذاته، وبهذا المعنى فإنه ينتهي في النهاية إلى نفي وجود الله.
إن الله سبحانه وتعالى كما وصف نفسه في كتابه هو المتعال، متعال عن كل خلقه فلا يتحد معهم وهم أدنى منه بل هو فوق كل ما خلق، هو المسير لهم. إن الله متفرد بالصفات المطلقة فسبحانه القيوم القائم على عباده جميعًا، لا ينام وهم ينامون لا تخفى عليه خافية في أي زمان ومكان فهو خارج حدود الزمان والمكان لأنه هو خالق الزمان والمكان وموجد كل ما في الوجود من العدم.
أما الصوفيون المعتدلون فغاية ما يصلون إليه في دروب الغيب قولهم “هو الله”، “هو .. إلا هو”، لا تسعفهم الكلمات لوصف ما بداخلهم من مشاعر، فيقولون “هو” أي الله الواحد الأحد الذي ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. وينصح الكاتب بتجنب طرق الصوفية اتقاء الوقوع في الشرك، ومع ذلك يرى أن الصوفية درجة تخصص عليا وليست بدعة في الدين، ولا يبلغها إلا قلة قليلة جدًّا ينجون من الوقوع في الأخطاء.
الفكرة من كتاب الطريق إلى الكعبة
يناقش الكتاب عدة أفكار رئيسة، منها معنى الهجرة إلى الله، والمعنى الحقيقي لتوحيد الله، وكيف تكون عبادة كالحج في مضمونها إشارة إلى توحيد الله، واحتوائها على رمزيات كثيرة تعد الشخص للهجرة إلى الله، وترك كل شيء يجره إلى الأرض.
مؤلف كتاب الطريق إلى الكعبة
مصطفى محمود، طبيب وكاتب مصري، وُلِدَ في الـ27 ديسمبر (كانون أول) عام 1921، وتوفي في 31 أكتوبر (تشرين أول) عام 2009. درس الطب ولكنه تفرغ للكتابة والبحث.
ألّف العديد من الكتب التي تتراوح بين القصة والرواية الصغيرة إلى الكتب العلمية والفلسفية والاجتماعية والدينية.
من أهم مؤلفاته: “نار تحت الرماد – علم النفس القرآني – في الحب والحياة – على حافة الانتحار – السؤال الحائر”.