المعلومات الرياضية
المعلومات الرياضية
إذا كان لكل شيء لغة فالرياضيات هي لغة الكون، فجميع الحقائق الكونية إنما كُتِبَت بأبجدية رياضية، ومما يميز تلك اللغة أنها عالمية وثابتة، لذلك كانت معيارًا ثابتًا أمكن التوافق عليه والاحتكام إليه لما تتمتَّع به من قدرة عالية على التجريد، فهي تلجأ إلى الترميز والتعامل مع جميع الظواهر والمتغيرات على هيئة رموز دون الاحتياج إلى معايير شخصية، خصوصًا مع قابليتها للقياس الكمي، مما يوفر الفرصة لإمكانية اختبارها والتأكد من صحتها، ونتيجة التشابه بين المنطق الرياضي ونظيره العقلي فلا عجب أن تصبح الرياضيات أساسًا تقوم عليه علوم أخرى بأكملها كعلوم الحاسب والفضاء وغيرها.
ولعل من أهم التطبيقات العملية التي تم فيها استخدام خصائص الرياضيات هي تقنيات التشفير، حيث تم استخدامها في الحروب وبخاصةٍ ما حدث إبان الحرب العالمية الثانية، عندما اعترضت المخابرات الألمانية رسائل مشفرة للمخابرات البريطانية عبر الإذاعة وأخبرت بها القيادة العليا في برلين، لكن هتلر حينها لم ينجح في فهم أهمية تلك الرسائل ولم يلقِ لها بالًا، ومن ثم فشل في تحذير الفيلق السابع لجيشه الذي كان متمركزًا في نورماندي غرب فرنسا، فالمنطق الرياضي وعلاقته بتقنية تشفير البيانات إبان الحرب العالمية قد بلغ مبلغًا وصل إلى درجة أن مجرد الضغط العشوائي على أزرار الآلة الكاتبة في ذلك الوقت كان يعني الكثير من البيانات والرسائل المشفَّرة، ومع التطور الحاصل دخلت تطبيقات علوم الرياضيات آفاقًا رحبة في جميع أنواع العلوم والتكنولوجيا المختلفة.
الفكرة من كتاب المعلومات: مقدمة قصيرة جدًّا
يعاني العالم اليوم تخمة معلوماتية كما يقول البعض، حيث تتدفَّق المعلومات إلى حياتنا عبر قنوات متعددة مثل التليفزيون والراديو والكتب وشبكة الإنترنت، فهي اليوم لها أهمية بالغة في حياتنا لا سيما ونحن نشهد إرهاصات المستقبل الرقمي الجديد، وعلى ذلك يقدم هذا الكتاب فكرة عامة عن ماهية المعلومات ودلالاتها بالإضافة إلى أنواعها المختلفة وفي ثنايا هذا الكتاب يبني المؤلف تصورًا عامًّا عن المستقبل الرقمي الجديد والآثار المحتملة في الواقع الاجتماعي والاقتصادي.
مؤلف كتاب المعلومات: مقدمة قصيرة جدًّا
لوتشانو فلوريدي Luciano Floridi: كاتب إيطالي وأستاذ الفلسفة وأخلاقيات المعلومات في جامعة أكسفورد، تخرج في قسم الفلسفة من جامعة روما عام 1988، كما حصل على درجة الماجستير في الفلسفة (1989) ودرجة الدكتوراه (1990) من جامعة وارويك بالمملكة المتحدة، ويشغل الآن كرسي أستاذية الأبحاث في فلسفة المعلومات، وكرسي أستاذية اليونسكو في المعلومات وأخلاقيات الكمبيوتر في جامعة هارتفوردشير، كما أنه زميل كلية سانت كروس بجامعة أكسفورد، ويُعد فلوريدي أحد أبرز المفكرين وأكثرهم تأثيرًا في مجال فلسفة المعلومات والتكنولوجيا والأخلاقيات.
له العديد من المؤلفات منها:
الذكاء المعزَّز.
الفلسفة والحوسبة.
فلسفة الحوسبة والمعلومات.