المعركة لم تكتمل.. لكن الحرب بدأت
المعركة لم تكتمل.. لكن الحرب بدأت
دخلت سنة 1328هـ وكانت تموج بالفتن، إذ رفع أحفاد الإمام سعود بن فيصل ألوية العصيان، وتمرد ابن سبهان زعيم جبل شَمَّر فغزا قبيلة عُتَيبَة ووصل إلى عالية القصيم، وتفاقمت الأزمة بعد وصول شريف مكة الحسين بن علي إلى القُوَيْعِيَّة يريد الإغارة على نجد، كما أسر سعدًا أخا الملك عبد العزيز، وهذه الحادثة جعلت الملك عبد العزيز يفضل التعامل معه أولًا، فجهز جيشًا وسار إليه، لكن قبل أن تبدأ المعركة تصالح الطرفان على أن يعترف الملك عبد العزيز بتبعية اسمية للدولة العثمانية ويتعهد بدفع مبلغٍ من المال سنويًّا عن إقليم القصيم، ورغم أن الشرطين لم يدخلا في حيز التنفيذ فإنهما حسَّنا صورة الحسين أمام العثمانيين، وبذلك أطلق سراح سعد وعاد الشريف حسين إلى الحجاز، وتفرغ الملك لحل مشكلات جبل شَمَّر وتمرد أبناء عمه.
وفي عام 1331هـ وجد أن الظروف مناسبة لتوحيد الأحساء والقطيف، فالدولة العثمانية منهكة بحروبها في البلقان، وانهزامُها في ليبيا أمام إيطاليا ضعَّف قوتها جدًّا في هاتين المنطقتين، فأراد الملك انتزاعهما قبل أن تفعل بريطانيا، ودخلهما في جمادى الأولى من العام نفسه ورحَّل حاميتها العثمانية إلى البحرين، وقبل أن يستطيع العثمانيون الرد هبت رياح الحرب العالمية الأولى سنة 1332هـ وقلبت الموازين.
لكن أميرًا آخر لم تثنه الحرب عن التمرد وهو أمير جبل شَمَّر سعود بن رشيد، الذي توجه بجيشه لمحاربة الملك عبد العزيز في ربيع الأول سنة 1333هـ فانتصر عليه، وقد عُرفت تلك المعركة بمعركة جُراب، واستمرت المعارك سجالًا بين الطرفين طوال السنوات الأربع التالية، حتى هُزمت الدولة العثمانية في نهاية الحرب العالمية الأولى وانضم غالبية أهل شَمَّر إلى حركة الإخوان التي أنشأها الملك عبد العزيز فأصبح ولاؤهم السياسي له، فوجد سعود بن رشيد أن موقفه أصبح من الضعف بمكان، فطلب الصلح وانتهى خطره عند تلك النقطة.
الفكرة من كتاب تاريخ المملكة العربية السعودية: الجزء الثاني
في السابع عشر من جمادى الأولى سنة 1351هـ سُميت المملكة رسميًّا بالمملكة العربية السعودية، ليرتبط اسمها إلى الأبد باسم مؤسسيها من آل سعود الذين ناصروا دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب، ولعل أهم ما ميز دولة السعوديين هو ارتباطهم الشديد بالعقيدة والتزامهم بتعاليم الدين الحنيف.
يتحدث الكتاب عن جزء مهم من تاريخ المملكة وهو نشأة الدولة السعودية الثالثة على يد مؤسسها عبد العزيز بن عبد الرحمن بن فيصل آل سعود، بداية بدخوله الرياض منتصرًا ثم سعيه إلى توحيد أقطارها من نجد إلى الحجاز إلى جازان، ولا يغفل الكتاب عن ذكر علاقة المملكة الجديدة بالقوى المحيطة بها.
مؤلف كتاب تاريخ المملكة العربية السعودية: الجزء الثاني
عبد الله الصالح العثيمين: مؤرخ سعودي وُلد عام 1355هـ الموافق 1936م في عنيزة بالمملكة العربية السعودية حيث تلقى تعليمه الأولي، وتخرج في قسم التاريخ بجامعة الملك سعود بالرياض، ثم حصل على الدكتوراه من جامعة أدنبرة سنة 1972م، وعمل في جامعة الملك سعود عضوًا في هيئة التدريس بقسم التاريخ، وأمضى شطرًا كبيرًا من حياته في السلك الأكاديمي حتى وافته المنية سنة 1437هـ الموافق 2016م وصلي عليه في مسجد الراجحي.
اهتم -رحمه الله- بالأدب والتاريخ وله فيهما عدة مؤلفات منها:
عودة الغائب.
نشأة إمارة آل رشيد.
دمشق وقصائد أخرى.
الشيخ محمد بن عبد الوهاب: حياته وفكره.