المعرفة التسويقية
المعرفة التسويقية
نحن نعيش اليوم في بيئة تتميز بالسرعة والتغيُّر في كل شيء، ومن ثمَّ فإن الوقوف على هذه التغيُّرات والتطورات المستمرة من أهم المميزات التي يجب أن تتمتع بها الشركات والمؤسسات، ولن يتجلَّى ذلك إلا من خلال “القدرة المعرفية”، فامتلاك المعرفة وإدراتها بالشكل المناسب هو سلاح الشركات الفعَّال في ظل البيئة التنافسية التي تعمل فيها، وبالتالي أصبح امتلاك المعلومات والبيانات لا يقل في الأهمية عن امتلاك رأس المال، وتُعد “المعرفة التسويقية” جزءًا من المعرفة الكلية التي تمتلكها المؤسسات والشركات، كما تُعد أكثر أجزاء المعرفة حيوية ونشاطًا، لأنها أحد المفاتيح الرئيسة التي تعتمد عليها الإدارات الحديثة لتدعيم قوتها التنافسية في السوق، ومعرفة أين هي من المنافسة من خلال جمع المعلومات وتحليلها لاتخاذ القرارات والمواقف المناسبة، إلى جانب إدراك السوق وإغلاق الفجوة بين المستهلك والشركة، وبناءً على ذلك تعمل المعرفة التسويقية على تحقيق أهداف الشركة، ومن ثمَّ نجاحها.
وتتكون المعرفة التسويقة من أشكال عدّة، أولًا: “المفاهيم التسويقية”: فأي علم لا بد له من قواعد تحكمه، وتوجد مفاهيم عديدة حول التسويق يمكن الاتفاق عليها، إلا أن الصعوبة تكمن في تحديد أدق المفاهيم، بسبب اعتماد التسويق في الغالب على الأحاسيس والمشاعر، ثانيًا: “الهياكل التنظيمية”: وهي الوسائل التي تساعد المُسوقين في التفكير لإيجاد الحلول التي تواجه الشركة، ومن ثمَّ تُعد حلقة الوصل بين المفاهيم التسويقية وتطبيقها على أرض الواقع، ثالثًا: “المبادئ التسويقية”: وهي رد الفعل الإداري تجاه الموقف الذي تواجهه الشركة، فإذا كانت الشركة تواجه الموقف (س) فعليها أن تقابله بالموقف (ص)، رابعًا: “مبادئ البحث”: التي تهدف إلى استخلاص الإجابة من آراء الزبائن والمسح الميداني والإحصاءات التحليلية.
وفي سياق متصل لأشكال المعرفة التسويقية، لا بد من البحث في أبعاد المعرفة التسويقية التي تتمثل في التالي، البُعد الأول: “المحتوى” الذي يقوم على الاهتمام بالمعلومات الدقيقة ذات الصلة، وتجنب الانشغال بالمعلومات غير المهمة، ومعرفة المعلومات الأكثر أهمية وما تحتاج إليه المؤسسة لتحقيق برامجها المتعلقة بالمستهلك والسوق، البُعد الثاني: “الثقافة” وهي أكثر الأبعاد التسويقية إهمالًا من جانب إدارات الشركات، بسبب الخشية والخوف من التغيير، رغم أن هذا البُعد هو أكثر الأبعاد تأثيرًا في نجاح إدارة المعرفة التسويقية، البُعد الثالث: “العمليات” وهي تحديد الأهداف المعرفية التسويقية من خلال تحديد جوهر المعرفة التي تمتلكها الشركة، وتوظيف حاجة الشركة إلى المعرفة في المستقبل، وتمييز المعرفة التي تمتلكها الشركة من غيرها من الشركات المنافسة، ثم الحفاظ على تلك المعرفة واستخدامها، البُعد الرابع: “البناء التحتي” ويقصد به أن تكون تلك المعرفة التسويقية متسقة مع حاجات الشركة وأهدافها، وبالتالي لا بد أن تكون مرنة، قابلة للتعديل والإضافة بما يتوافق مع استراتيجية الشركة.
الفكرة من كتاب قضايا معاصرة في التسويق
يستعرض الكاتب مجموعة من القضايا الخاصة بالتسويق، ويُبين أنه في ظل المنافسة الشديدة بين الشركات يتعين على كل شركة أن تعمل على التفرُّد من خلال التسويق بالعلاقات بجعل علاقتها بالزبون لا تتوقف عند مرحلة الشراء، وأن على الشركة أيضًا أن تحقق ميزة تنافسية تجمع بين الإبداع والاستدامة، كما يوضح أنه بات من الهام أن تعتنق الشركات مفهوم التسويق الأخضر بإيجاد منتجات وسلع صديقة للبيئة يمكن إعادة استخدامها وتدويرها.
مؤلف كتاب قضايا معاصرة في التسويق
ثامر البكري: هو أستاذ دكتور حاصل على بكالوريوس في إدارة الأعمال من جامعة بغداد، وحصل على درجة الماجستير في إدارة الأعمال، وكذلك درجة الدكتوراه من الجامعة نفسها في فلسفة إدارة الأعمال، من كتبه:
إدارة التسويق.
استراتيجيات التسويق الأخضر.
تسويق الخدمات المالية.
تسويق الخدمات الصحية.
التسويق والمسؤولية الاجتماعية.
بحوث التسويق.. أسس وحالات.