المعاني الحقيقية
المعاني الحقيقية
يذكر الكاتب أن أسعد لحظة في حياته لم تكن نجاحات حياتية ولا لحظات حب، وإنما كانت في سجدة سجدها لله بكل جوارحه استشعر فيها تمام التسليم والرضا والعبودية لله عز وجل، ويصف تلك اللحظة بأنها كانت حينما سكت داخله القلق وكفَّ الاحتجاج، ورأى حكمة الله في العذاب فارتضاه، ورأى كل فعل الله خيرًا وكل تصريفه عدلًا، وكل قضائه رحمة، وكل بلائه حبًّا، وعندها أدرك هويته وانتسابه، وعرف من هو، فانتهى الكبر وتبخر العناد وسكن واستقر التمرد، وتلك هي السعادة الحقيقية لحظة أن يحرر الإنسان روحه من قيود الدنيا وزخرفها بعبوديته لله وسكونه لخالقه.
أما الحب فقد تتعدد صوره خاصة في الفن والسينما، وفي الغالب تكون محصورة في صورة الخيانة والاستغفال أو التصنع والابتذال، لكن الحب الحقيقي يعني المودة والرحمة والعطاء؛ عطاء الفطرة الذي لا تكلُّف فيه، وهو لا يوجد إلا في البيوت الطيبة والنفوس الراضية المطمئنة.
ويتعجب المؤلف من حال المسلمين اليوم، كيف يطوفون حول كعبة واحدة، ويحارب بعضهم بعضًا ويقتل بعضهم بعضًا، فعلى أي شيء قد اجتمعوا إذًا؟ وهل أراد الله بالطواف حركة معزولة عن السلوك والحياة؟ كلا؛ إن الله أراد أن تكون حياتنا كلها طوافًا حول مشيئته في كل صغيرة وكبيرة، ولو طاف المسلمون في سياستهم واجتمعوا حول مركزية واحدة كاجتماعهم في الكعبة لما ذلوا وما هانوا.
الفكرة من كتاب السؤال الحائر
يتناول مصطفى محمود في هذا الكتاب عدة قضايا عبارة عن تأملاته الشخصية في أمور نفسية واجتماعية ودينية، فيتساءل أين نجد السعادة الحقيقية والحب، وهل الفن من الأمور المحرمة وما حقيقة الحياة بعد الموت، وكيف لعلم النفس أن يقوم بتجارب معملية على الإنسان؟ وغيرها من القضايا المحيرة التي يحاول الكاتب الإجابة عنها.
مؤلف كتاب السؤال الحائر
مصطفى محمود، فيلسوف وطبيب وكاتب مصري، وُلد عام 1921 وتوفي 2009.
كتب أكثر من ثمانين كتابًا في مجالات متنوعة، وقدَّم أكثر من 400 حلقة في برنامجه التلفزيوني “العلم والإيمان”.
من مؤلفاته وكتبه: “محاولة لفهم القرآن – الذين ضحكوا حتى البكاء – الروح والجسد – الأحلام”.