المعاناة من الألم

الأصل في الألم أن يكون هدفه وقائيًّا أو علاجيًّا، وأي إحساس بالألم يكون بمثابة أداة تنبيهية وإشارة لتجنُّب أو إبعاد مصدر ومسبب هذا الألم، هذا إن كان الألم ظاهريًّا أو خارجيًّا، وإذا كان عضويًّا داخليًّا، فإنه تنبيه أيضًا للاهتمام به والذهاب إلى المستشفى لمعرفة السبب وإيقافه.

 الحل: 📚📚📚 مكتبة ضخمة جدا 

من الكتب المبسطة والمضغوطة على هاتفك مع تطبيق أخضر

تطبيق أخضر يوفر لك آلاف ملخصات الكتب العربية والعالمية بطريقة مقروءة ومسموعة في أكثر من ١٦ قسم في كافة مجالات الحياة 

حمله الآن 😎

جوجل بلاي -- أبل ستور

وألم البطن والجهاز الهضمي إما أن يكون ألمًا عضويًّا أو ألمًا وظيفيًّا، فالألم العضوي يكون نتيجة مرض ما في عضو معين كالبنكرياس والكبد، أما الألم الوظيفي فيكون نتيجة عدم قيام عضوٍ ما بوظيفته كالمعتاد، وأمعاء البطن ليست حساسة لمعظم مسببات الألم المعروفة مثل جرح الأمعاء والتمزق، لكن جدران الأمعاء حساسة وبشدة لمثيرٍ آخر وهو التمدُّدات والانتفاخات المُفرطة.

وهناك نوعٌ خاص من الألم يصاحب الآلام المختلفة المحسوسة بدرجات متفاوتة في أماكنها في البطن، وهو ما يُعرف (بالألم الرجيع -Referred pain)، ويقصد به أن الألم الحشوي قد يُشار إليه بألمٍ آخر في مناطق سطحية بعيدة عن منطقة البطن كالجلد والمفاصل، ويرجع ذلك إلى المرحلة الجنينية نتيجة اشتراك أعصاب هذا العضو الباطني مع أعصاب تلك المنطقة الجلدية وخروجهما من نفس المنشأ في التغذية العصبية، والأمثلة على الألم الرجيع كثيرة جدًّا، فمثلًا الألم الناتج عن التهاب المرارة يُشار إليه بوجعٍ في الكتف اليمنى، وبالتالي حينما يأتي مريض بألم في كتفه اليمنى فإن هناك احتمالين أن يكون الألم موضعيًّا أو رجيعًا، وكذلك الألم الناتج عن الذبحة الصدرية يشار إليه بوجع في الكتف اليسرى والمرفق الأيسر، والألم الناجم عن التهاب البنكرياس يُشار إليه بوجع شديد في الظَّهر، إلى غير ذلك من تلك الأمثلة.

أما الألم الذي يشعر به مريض القولون العصبي فهو ألم وظيفي غير رجيع لأي منطقة أخرى، وأحيانًا يصعب التمييز بينه وبين باقي أوجاع الأحشاء البطنية من شدته لكن عن طريق الفحوصات المختلفة تتم التفرقة.

يعيش نحو 70% من الناس بمشكلات وظيفية في الأمعاء مثل ألم البطن والإمساك والإسهال، وهي أعراضٌ بالتأكيد قد أصابت كل الأشخاص في أوقات ما من حياتهم، إلا أن استمرار هذه الأعراض لسنوات طويلة قد يكون نذيرًا سيئًا مثيرًا للقلق ومدعاةً لاستشارة المختصين، لكن إذا تم تشخيصك بـ”متلازمة القولون العصبي” فلا داعي للقلق، لأنه مرضٌ مستقر لا يتطوَّر مثل الأمراض الخطيرة ولا يؤدي إلى انخفاض معدل العمر.

وفي هذا الكتاب يحدثنا الدكتور كيران عن مرض “متلازمة القولون العصبي” ومدى انتشاره، بدءًا من القناة الهضمية ومكوناتها وكيف تسير عملية الهضم بصورة طبيعية، وصولًا إلى أسباب القولون العصبي وأعراضه وطبيعة الألم الذي يشعر به المريض، والطريق العلاجي العام والمستخدم اليوم للتحكم بالمرض.

الدكتور كيران ج. موريارتي Kiran J. Moriarty: طبيب استشاري واختصاصي في أمراض الجهاز الهضمي، لديه خبرة كبيرة في معالجة مرضى اضطرابات الجهاز الهضمي، وله العديد من الأبحاث تتناول مواضيع مثل آلام البطن، والكحول، ومتلازمة القولون العصبي، واضطرابات الأمعاء؛ وقد مُنح عام 2002 وسامًا لخدماته في مجال الطب.