المطلقة
المطلقة
هي امرأة مرَّت بتجربة لم يكتب لها النجاح وكان الحل هو تنفيذ الحل الرباني حين تستحيل العشرة، وهو الطلاق، وليست المطلقة بالضرورة امرأة فاشلة أو صاحبة خلق سيئ كما يصورها المجتمع.
وللطلاق عدة آثار تختلف تبعًا لمدى الصلابة النفسية للمرأة المطلقة، والدعم الأسري والمجتمعي الذي تحظى به، وشدة التجربة التي مرت بها أثناء الزواج.
وتتعدَّد الآثار التي يخلفها الطلاق في المرأة المطلقة، فعلى الجانب النفسي عادةً ما ينشأ عن الطلاق فوضى في المشاعر وشعور بالعزلة عن المجتمع مع كثرة جلد الذات والشعور بالذنب بسبب فشل تجربة الزواج، إضافةً إلى وضع صورة عامة سيئة عن الرجال.
وفي الجانب الاجتماعي تشعر المطلقة برفض المجتمع لها، وقد يظهر هذا الرفض في صورة عدم تقبُّل الأهل لقرار الطلاق أو ابتعاد بعض الأصدقاء عنها.
ولا تخلو المطلقة أيضًا من بعض الآثار الاقتصادية خصوصًا إذا كانت هي من تتولَّى رعاية الأبناء، ويتوقف أثر هذه التحديات على مدى تعامل المرأة معها، ففترة ما بعد الطلاق تعدُّ بمثابة فترة نمو شخصي للمرأة، حيث يترتب على كل قرار أثر كبير في هذه المرحلة وما يليها.
أولًا وقبل كل شيء لا بد من الكفِّ عن لوم الذات، مع التوقُّف والمراجعة حول ما جعل الأمر يصل بينها وبين الزوج إلى الطلاق، بالسؤال أولًا بصدق عمَّن كان المخطئ، فإن كانت المرأة هي من أخطأت، وهناك سبيل للإصلاح فالأولى محاولة الرجوع، وإن كان لا سبيل لذلك فالأولى التعامل مع الواقع مع تقبُّل المشاعر السلبية، وأنها مشاعر طبيعية ستقل مع مرور الوقت، مع الحرص على السعي وراء الاستقلال.
والمطلقة ليست وحدها من تتأثر بعد تجربة الطلاق، فالأبناء أيضًا يتأثَّرون بشكلٍ كبير، فقد يغلب عليهم الإحساس بالنقص لكونهم لم يتمتعوا بوجود كلا الوالدين والعيش معهم داخل عائلة واحدة، أو قد يصاب بعضهم بعدة مشاكل نفسية جرَّاء عدم قدرته على التعامل مع وضع الأسرة الجديد.
لذلك لا بد من تفهُّم احتياجات الأطفال النفسية، وعدم التنازع بين الزوجين أمامهم، وعدم التقليل من جهد الطرف الآخر مع عدم التذمُّر عند رغبتهم في رؤيته، ومحاولة خلق روتين ثابت للأبناء إذا كانوا يتنقلون بين كلا البيتين، وعدم محاولة استمالة الأبناء بالوعد بمشاريع كبيرة يصعب تحقيقها.
الفكرة من كتاب الأم الوحيدة
في ظل هذا العالم الذي يتغيَّر كل يوم عمَّا كان عليه من قبل، تظل التربية من أصعب التحديات التي يمرُّ بها كلا الوالدين، وعندما يتكفل بعملية التربية فرد واحد تصبح أصعب وأشق، لذلك كانت الأم التي تقوم على تربية أطفالها بمفردها تستحقُّ إلقاء مزيد من الضوء عليها.
وهذا موضع حديث كتابنا “الأم الوحيدة”، ولا نقصد بالأم الوحيدة ما يقصده الغرب بهذا المصطلح، أي الأم التي تنجب طفلًا خارج إطار الزواج، وإنما نقصد به الأم التي فقدت زوجها سواء كان هذا الفقد بوفاة الزوج، أو لغيابه عنها، أو لوجوده مع عدم القيام بدوره.
ويحاول هذا الكتاب الإجابة عن سؤال كيف تقوم الأم بالدور الذي فرض عليها بعد فقد الزوج لكي تعبر بنفسها وأبنائها بسلام من هذا التحدِّي؟ وذلك عن طريق عرض نصائح عملية بالحديث عن أنواع الأمهات الوحيدات.
مؤلف كتاب الأم الوحيدة
عزة عبد الجواد: باحثة دكتوراه في الصحة النفسية، تخرَّجت في معهد الدعوة والدراسات الإسلامية، وقامت بتركيز اهتمامها فيما بعد حول مواضيع الصحة النفسية والتربية والكتابة الروائية.
من مؤلفاتها الروائية: “نبض الجليد”، و”سوار الياسمين”.