المصداقية والتأثير
المصداقية والتأثير
تذكَّر جيِّدًا أن طريق الإقناع يبدأ بالمصداقية، لذا من المهم أن يكون حديثك واقعيًّا وصادقًا، واعلم أن الأشخاص بطبيعتهم لا يميلون إلى المتحيِّز لأهوائه الشخصية،كذلك إذا كنت تريد أنت أن تقتنع بحديث أي شخص فاسأل نفسك ما دوافعه؟
إن الصدق وحده ليس كافيًا، بل من المهم وجود دلائل وبراهين لأن الريبة قد طغت على قلوب الناس، كما أن الاعتراف بالأخطاء والقصور سيكون دليلًا على مصداقيتك، حيث إن بيان مخاطر الشيء وعيوبه يؤكِّد للآخرين صدق حديثك، أمَّا المبالغة فهي تبعث الشك في نفوس الآخرين.
وصدق القول يُبنى على ثلاثة مستويات، مصداقيتك الشخصية، ومصداقية أفكارك، ومصداقية الهيئة التي تُمثِّلها، وإذا كنت تعاني قلَّة الخبرة يمكنك أن تحاول إقناع أحد الخبراء أو المشهورين بأن يؤكدوا صحَّة أفكارك.
وقد ظهرت في وقتنا الحالي مؤثِّرات كبيرة في النفس مثل فنِّ التصوير، حيث نلاحظ حاليًّا أهمية مزج المرئيات والصوتيات مع الكلام الشفهي، ولكي تكسب ثقة الآخرين اهتم بتحسين الانطباع الأول عنك، فنحن عندما نقابل أشخاصًا نتفحَّص هيئتهم وننظر حتى إلى الملابس التي يرتدونها ونصغي إلى نبرة أصواتهم، لذلك كان من المهم أن تحافظ على ارتداء ملابس مناسبة تليق بموضعك واحترافك، فنحن نرى الملابس الرسمية للأطبَّاء والقضاة لها تأثير كبير في نفوس الناس، كما أن أداءك الصوتي له نسبة عالية من التأثير، لذا تحكَّم في نبرة صوتك ومعدَّل إلقائك، وهناك أمور تساعدك على استخدام لغتك الحسيَّة لصالحك، منها أن تواجه الشخص بقوَّة وثبات وتنظر إليه بإمعان، إضافةً إلى المحافظة على هدوء انفعالاتك.
وهناك إيماءات مختلفة تُعبِّر عن المشاعر، فالسلوك العدواني يُعبِّر عنه الجبين المقطب والنظرات المتفرِّسة، والسيطرة يعبِّر عنها وضع القدمين على المنضدة والصوت الحاد الجهوري، أمَّا اللامبالاة فتعبر عنها النظرات الخالية من المشاعر والعبث بالأشياء وقرع الأصابع، وإيماءات الثقة تكون من خلال رفع الرأس والجلوس باسترخاء، كما أنه يمكنك اكتشاف الكذب عن طريق تفحُّص نظرات من أمامك وطريقة كلامه، وأنت إذا أردت أن تكشف شخصًا كاذبًا ابحث عن التناقضات التي تقع في أثناء كلامه وأجرِ مقارنة لمحادثتين مختلفتين.
الفكرة من كتاب فنُّ الإقناع.. كيف تسترعي انتباه الآخرين وتُغيِّر آراءهم وتؤثر عليهم
رُبما تُلاحظ أن كثيرًا من المشاهير ورجال الأعمال والشخصيات السياسية يتمتعون بقوَّة الإقناع الفائقة، لدرجة أننا نتأثر بجميع كلامهم ونتبنَّى أفكارهم بكل سهولة، تُرى ما السر وراء ذلك؟ وهل تستطيع أن تكون أنت أيضًا شخصية مُقنعة ومؤثرة؟
هيَّا اكتشف الآن مهاراتك في فنون الإقناع، من يدري! لعلَّك أنت أيضًا تبدأ رحلة التأثير.
مؤلف كتاب فنُّ الإقناع.. كيف تسترعي انتباه الآخرين وتُغيِّر آراءهم وتؤثر عليهم
هاري مايلز: هو سياسي كندي، ولد في المملكة المتحدة عام 1874 ، وتوفي في كندا بشهر ديسمبر عام 1959.