المشي لعلاقة أسرية أفضل
المشي لعلاقة أسرية أفضل
آخر جانب يستكشف فيه كاتبنا آثار المشي هو العائلة، إذ يقول المؤلف والناشط في مجال الغذاء “مَایكِل بُولَان”: إن أفضل وقت يتحدث فيه الآباء مع الأبناء هو الوقت الذي يضم نشاطًا مشتركًا قائمًا على التناغم، كأن يطبخوا وجبة معًا جنبًا إلى جنب، ويُضيف أن المشي يضعهم في الحالة نفسها، وكتب اثنان من علماء النفس الھولندیین أن هذا النوع من التزامن الحركي يمكن أن یكون إشارة إلى مشاعر مشتركة بين الطرفين وحالة شعورية بالاھتمام والإیجابیة المتبادَلة، وقال المؤلف “كَارْل أُوُنُورِي”: عندما یتحرك جسدان أو أكثر بنفس الإيقاع يُخلق نوع من التعاون والتواصل.
واكتشف الكاتب هذه الأفكار في عائلته وبخاصة بناته اللاتي كان يوصلهن سيرًا على الأقدام إلى المدرسة، واتفق مع الأفكار السابقة وشاهد بنفسه كيف عمّق ذلك من الرابط بينهما أولًا وبين المجتمع الذي يعيشون فيه ثانيًا، حيثُ يتلقون السلام والمجاملات ممن حولهم طوال سيرهم.
ولسوء الحظ لا يسير كثير من الأطفال إلى المدرسة على الأقدام، ونتج عن ذلك إعطاء منظمة “تنشیط الأطفال” بكندا أطفال الدولة علامة D على إجمالي النشاط البدني، إذ تبين أن الحركة التلقائية للأطفال كالذهاب إلى الأماكن سيرًا على الأقدام أو اللعب بالخارج أصبحت سلوكيات غير مُعتادة.
مما جعل السیاسیین المحليين والأطباء وعلماء النفس وعلماء البيئة يركزون على قضية المشي إلى المدرسة، ويؤكدون أهميتها، فيمكن للمشي أن يكبح القلق ویُحفّز الذكاء العقلي، وهو نشاط بدني يقضي على الازدحام المروري، ويجعل الشوارع آمنة أكثر، كما یمنح الأطفال وقتًا أكثر مع آبائھم، ویمنحھم فرصة للاستقلال التدريجي.
وأكدت ذلك “جِینِیفر كِیسمَات” كبیرة مُخططي مدینة تُورُنتو، إذ قالت إن المشي إلى المدرسة يُنمي طفولة مستقلة، تسھم في خلق بالغین مستقلین، وعلى الرغم من أنه يبدو فعلًا بسيطًا ومباشرًا فإنه علامة قوية على صحة الأطفال وصحة المجتمع ككل.
الفكرة من كتاب خُلقت لأمشي: قوة التغيير الكامنة في ممارسة المشي
في رأيك، ما الفعل الذي تمارسه يوميًّا ولا يحتاج منك إلى أي تفكير أو جُهد وإنما تفعله فقط؟ هل هو الأكل؟ أم الشرب؟ أم المشي؟ يبدو فعل المشي مناسبًا أكثر، فقد تعلمناه منذ الصغر ولم يختلف منذ ذلك الحين، وهدفه واضح وصريح، وهو نقلنا من مكان إلى آخر، لكن هل هذه هي كل القصة؟
يرى كاتبنا “دَانْ رُوبِنستَايْن” أن قصة المشي لها أبعاد أخرى تتخطى ما قُلناه، وفي سبيل اكتشافها قرر أن يتخذ المشي مهنة له، ولتحقيق ذلك تواصل مع عدد من الناس كان يقرأ أعمالهم عن المشي، وكانوا مؤمنين مثله بأنه يمكن لشيء بسيط كهذا أن يكون له تأثير عظيم في حياة البشر، وسافر إلى أماكن عديدة خرج منها بهذا الكتاب الذي يُعد نتاج تجربة شخصية وصحفية عن حقيقة ذلك الفِعل وتبعاته البعيدة عن البساطة.
مؤلف كتاب خُلقت لأمشي: قوة التغيير الكامنة في ممارسة المشي
دان روبنستاين: كاتب ومُحرر حائز على جائزة المجلة الوطنية، كتب مقالات في مجلات مثل: The Walrus وThe Economist، ويعمل حاليًّا كاتبًا في جامعة كارلتون.
ومن أعماله:
R & Company: 20 Years of Discovery.