المشكلات والجدل
المشكلات والجدل
إلى جانب الإساءات، هناك مشكلات يجب أخذها في الاعتبار إن ظهر الذكاء الخارق، فوجود هذا الذكاء يثير القلق والخوف، وربما يهدد بأن نفقد سيادتنا واستقلاليتنا، كما نخاف أن نفشل في توفيق القيم من غير قصد، من خلال دمج أهداف في الآلة لا تتوافق مع أهدافنا، مثلما يحدث مع خوارزميات انتقاء المحتوى لدى وسائل التواصل.
لنتصور إعطاء الآلة هدف علاج السرطان؛ سيبدأ الذكاء الاصطناعي في قراءة كل الأدبيات الطبية، ثم يحاول تطبيق تلك الأدبيات واختبارها، ربما سيتسبب ذلك في أورام عديدة بداعي السرعة والمثالية، ونخاف أيضًا عدم قدرتنا على إيقاف الآلة في الأوقات الحاسمة، فإنها ستسعى إلى تحقيق هدفها رغم كل شيء، وستقف أمام كل من يواجهها.
وهناك جدل واسع تجاه تلك المشكلات والمخاطر التي تأتي مع الذكاء الخارق، فهناك فريق ينكر وجود تلك المخاطر من الأساس، ويسرد جملة من الملاحظات الواهية وغير المجدية، وفريق آخر يتهرب من المشكلة رغم إقراره بوجود تلك المخاطر، فيُقدِّم حججًا تدعم ضرورة ألا نفعل شيئًا وأنّ هناك أشياء أخرى يجب علينا فعلها، وهذه الاتجاهات تخلق قَبَلِيَّة بين معارض ومؤيد، ولا يمكننا حل المشكلة بهذه القَبَلِية دون النظر إلى المشكلة في الأساس ثم البحث عن حل لها، وهذا ما يفعله الفريق الثالث؛ يعترف بوجود المخاطر ويبذل جهدًا أكبر لتجنبها، ويحاول إدخال سياسات جديدة في إعادة تشكيل وبناء لأسس الذكاء الاصطناعي.
الفكرة من كتاب ذكاء اصطناعي متوافق مع البشر: حتى لا تفرض الآلات سيطرتها على العالم
في منتصف القرن الفائت حاولنا تقليد الذكاء البشري ومضاهاته وصنع آلات تماثله، والآن، أصبح الذكاء الاصطناعي والآلات الذكية مظهرًا من مظاهر حضارتنا الصناعية، وكل الشركات في وقتنا الحالي تسعى إلى السيطرة على هذا المجال. سيهيمن هذا المجال على مستقبلنا بكل تأكيد، وسيتخطى الذكاءُ الاصطناعي مقدرةَ البشر، وهناك احتمال أن يتحكم في اختياراتنا وقراراتنا، فماذا سنفعل إذا حدث هذا في المستقبل؟
من الممكن أن يكون هذا الحدث هو آخر الأحداث البشرية، ومعه ستُمحى الحضارة التي استمرت لآلاف السنين، لذا يجب أن نخطط حتى لا تحدث السيطرة من قِبل الآلات، ونحتاج في هذا التخطيط إلى الإجابة عن جملة من الأسئلة وهي: ما الذكاء؟ وما المشكلات التي ستنجم عن غرس الذكاء في الآلات؟ وماذا يمكننا أن نفعل لتجنب تلك المشكلات؟
يجيب الكتاب عن هذه الأسئلة، ويقدم إلينا طريقة جديدة للنظر إلى الذكاء الاصطناعي، حتى تبقى الآلات في خدمة البشرية.
مؤلف كتاب ذكاء اصطناعي متوافق مع البشر: حتى لا تفرض الآلات سيطرتها على العالم
ستيوارت راسل : أستاذ علوم الكمبيوتر والهندسة بجامعة كاليفورنيا، عمل في منصب نائب رئيس مجلس الذكاء الاصطناعي وعلم الروبوتات الذي يتبع المنتدى الاقتصادي العالمي، وعمل في الأمم المتحدة مستشارًا للحد من التسلح.
من مؤلفاته:
الذكاء الاصطناعي: مقاربة حديثة.
معلومات عن المترجم:
مصطفى محمد فؤاد: تخرج في جامعة عين شمس في قسم اللغة الإنجليزية بكلية الألسن، وعمل في “دار الفاروق للاستثمارات الثقافية” ووصل فيها إلى منصب نائب رئيس الترجمة، وهو الآن مراجع أول لدى “مؤسسة هنداوي”.
أسامة إسماعيل عبد العليم: تخرج في جامعة الأزهر كلية اللغات والترجمة، وعمل مترجمًا لدى شركة “المسافر” التي تتبع مجموعة “سيرا”، وانتقل بعد ذلك إلى شركة “نجوى”، وعمل مترجمًا فوريًّا مع عديد من الجهات والمنظمات الدولية والمحلية، وهو حاليًّا مترجم أول لدى “مؤسسة هنداوي”.