المشكلات التي تتعلق (بالتفكير) أول أضلاع المثلث
المشكلات التي تتعلق (بالتفكير) أول أضلاع المثلث
تعد المشكلة المتعلقة بعملية التفكير من أقوى المشكلات التي ترتبط بداء إرضاء الآخرين، إذ إن لها تأثيرًا كبيرًا في مشاعر الشخص وسلوكياته ومن ثم آلية السيطرة عليه، وترتبط طريقة التفكير الخاطئة للشخص المصاب بداء إرضاء الآخرين بمفهومٍ شخصيّ يؤمن به المصاب ويسعى إلى تحقيقه بشكلٍ دائم، كأن يسعى دائمًا إلى أن يكون لطيفًا بلا حساب، فهو يرى اللطف درعًا يحميه ويقف حاجزًا بينه وبين كل شيءٍ سلبي يمكن أن يناله من الآخرين، كالرفض أو النقد ونحوهما، وكذلك من الأمور التي يتبناها المصاب بداء إرضاء الآخرين ويعدها ضرورةً في تعاملاته،
هو أن يضع نفسه ومصلحته جانبًا بشكلٍ يبقيه بعيدًا عن أي مظهر من مظاهر الأنانية، فالآخرون عنده هم الأهم والأولى في كل شيء. كما ترتبط بذهن المصاب بهذا الداء أفكار خاطئة كثيرة متمثلة في واجبات ووصايا يفرضها على نفسه وعلى الآخرين، يتبعها شعوره بالاستحقاق، فيتوقع من الآخرين أن يقوموا بواجبات ليست مطلوبة منهم، ولكنه هو من افترض في ظنه قيامهم بها، كتقديره وحبه ومساندته ما دام قد بادر بذلك معهم، وقدم إليهم كثيرًا من أجل أن ينال هذا الحب والمساندة منهم في المقابل، وإن لم ينل ذلك سيتملكه شعور بالبؤس وعدم الرضا عن الذات.
ويعد “اللطف” كذلك من الوصايا التي يفرضها مصاب هذا الداء على نفسه، وهي ليست في نظره مجرد صفة لشخصه، بل هو اعتقادٌ ونظام ينبغي له أن يتّبعه، ويتمثل ذلك في تقديم الآخرين ومصالحهم على نفسه، وفي عدوله عن رفض أي طلبٍ يتعلق بهم بقول “لا”، وإلا فسيترتب على رفضه ذلك شعوره بالقلق أو الذنب، وقد تكون هذه المشاعر سببًا أساسيًّا أيضًا في حرص المصابين بهذا الداء على ألا يشركوا أحدًا في قيامهم بمهامهم التي فوضوا أنفسهم للقيام بها، وذلك لزيادة حرصهم على تأدية ما هو مطلوب على أكمل وجه، ولو على حساب راحتهم.
الفكرة من كتاب داء إرضاء الآخرين.. مداواة متلازمة داء إرضاء الآخرين
من منّا لم يقع يومًا في فخ السعي وراء إرضاء غيره على حساب نفسه؟ كثير منّا قد وقع في هذا الفخ وربما ما زال عالقًا فيه لا يستطيع الخروج منه، ومع اعترافك بسلبية هذا الأمر، وشعورك بالسوء تجاه التصرفات التي تصدر عنه، هل تساءلت يومًا لماذا أتصرف بهذا الشكل؟ وهل يمكنني أن أتوقف عن التصرف بهذه الطريقة؟ وكيف السبيل إلى ذلك؟
هذا ما يدور حوله الكتاب وما تناولته الكاتبة بالبحث؛ راغبةً في مساعدة كل من ينوي ويبحث عن سبيلٍ يخلّصه من تلك العادة.
مؤلف كتاب داء إرضاء الآخرين.. مداواة متلازمة داء إرضاء الآخرين
هاريت بي. برايكر: كاتبة حاصلة على رسالة الدكتوراه، عملت اختصاصية نفسية في مجال علم النفس، ومستشارة إدارية لمدة تجاوزت خمسة وعشرين عامًا بمدينة لوس أنجلوس، تميّزت في مجال الخطابة في مجالاتٍ مختلفةٍ ومتنوعة، على رأسها المجالات التي تتعلق بقضايا المرأة، وقد وظفت ذلك من خلال الكتابة في مجلاتٍ عدة أيضًا، وحصدت كثيرًا من الجوائز عن كتاباتها، فقد ألفت عديدًا من الكتب في مجال علم النفس، وأصبحت كتبها من الكتب الأكثر رواجًا ومبيعًا، ومن هذه المؤلفات:
من يشد خيوطك؟ كيف تكسر دائرة الاستغلال وتستعيد السيطرة على حياتك.
The Type E Woman: How to Overcome the Stress of Being Everything to Everybody.
Getting Up When You’re Feeling Down.