المشاعر والآلية العقلية
المشاعر والآلية العقلية
تُحدِّد أفكارنا إلى أي مدى نُظهِر مواهبنا وقدراتنا، ولكن هل تساءلتم من قبل عن: ما الذي يؤثر في أفكارنا؟ (مشاعرنا) هي التي تحدِّد وتنتج نوعية التفكير الذي يقودنا إلى النجاح أو الفشل، فنحن نحمل على عاتقنا تراكمات من المشاعر والاعتقادات السلبية، تُسبِّب ضغطًا متراكمًا يجعلنا بائسين، وهي مصدر للكثير من المشكلات والأمراض التي تواجهنا، ونخاف من هذه المشاعر لأننا لا نملك آلية واعية يمكننا من خلالها التعامل مع هذه المشاعر، وليست الأفكار هي التي تؤلمنا، ولكن المشاعر التي تصاحبها، فالأفكار هي وليدة ضغط المشاعر المتراكمة، وعندما نسمح برحيل شعور ما، فإننا بذلك نُحرِّر أنفسنا من كل الأفكار المرتبطة بهذه المشاعر، وعندما نتحرَّر من المشاعر السلبية نسمح للإبداع بالظهور دون أدنى مقاومة، كما نشعر بالتحسُّن بسرعة.
يوجد ثلاث طرق للتعامل مع المشاعر، أولى الطرق هي، القمع والكبت: وهما من أكثر الطرق استخدامًا، فمن خلالهما ندفن مشاعرنا ونضعها جانبًا، لأننا لا نريد أن نزعج أنفسنا بها، وثانية الطرق هي، التعبير: وفيها يتم التنفيس عن مشاعرنا والتعبير عنها من خلال لغة الجسد، وربما يظن بعض الناس أن إفراغ مشاعرهم السلبية على الآخرين يجعلهم يشعرون بتحسُّن، ولكن في الواقع التعبير الدائم عن السلبية ينتج عنه تدهور في العلاقات ودمارها، ويحب أن نتحمَّل مسؤولية مشاعرنا لا أن نحملها للآخرين، وثالثة الطرق هي: الهروب؛ وهو عبارة عن تجنُّب المشاعر، من خلال إلهاء أنفسنا بأي شيء آخر، فتجد شخصًا يشغل جميع وقته، كي لا يجد وقتًا يجلس فيه مع نفسه ويواجهها، ومع الوقت تتفاقم حالته، فيحدث فقدان تدريجي لوعيه.
ونتيجة لجميع هذه المشاعر، والعواطف المكبوتة نُصاب بالتوتر، فهو عبارة عن استجابتنا العاطفية لعامل أو محفِّز مفاجئ، وأحيانًا يُبقي العقل المنطقي “أسباب المشاعر الحقيقية” خارج الوعي، ويرى نفسه ضحية، ويقوم بإلقاء اللوم على الأحداث والأشخاص الآخرين، كما أن مشاعرنا المكبوتة والمقموعة تؤثر في أحداث حياتنا على مستوى نفسي، فتجد الشخص الذي يحمل الكثير من الحزن المكبوت، سيخلق بلا وعي أحداثًا حزينة في حياته، والشخص الخائف ينتهي به الحال إلى تجارب مروِّعة.
الفكرة من كتاب السماح بالرحيل
من الجميل معرفة أن السلام والسعادة والفرح والنجاح والحب جزء متأصِّل من طبيعتنا البشرية، ولكن ماذا عن الغضب والحزن والقلق والغيرة؟ يقدِّم لنا هذا الكتاب آلية من شأنها أن تُفعِّل لدينا القدرة على التعامل مع جميع مشاعرنا الجيدة والسيئة، كما سيساعدنا على التحرُّر من السلبية، وبداخل هذا الكتاب ستتعرَّف على آلية السماح بالرحيل، وكيف تنجو من وحل اللاسلام.
وحينما تقرأ هذا الكتاب ستحصل على التحفيز والإلهام، وستجد بداخله إجابة عن تساؤلات مثل: كيف تتعامل مع المشاعر غير المرغوب فيها؟ وكيف تتعامل مع تقلُّبات الحياة اليومية بضغوطِها وأزماتها؟ وبختام رحلتك بين دفتي الكتاب ستكتشف ذاتك الحقيقية، وتعرف أن حلول المشاكل التي تواجهها توجد بداخلك، وحينها سيُحدث هذا الكتاب التغيير الجذري الإيجابي الأكبر في حياتك.
مؤلف كتاب السماح بالرحيل
ديفيد ر. هاوكينز ( 1913 : 2002 ) : هو فيلسوف، وطبيب نفسي، وكاتب أمريكي، ومعلم روحاني معروف على مستوى عالمي، وُلِدَ في 28 فبراير 1913، وتُوفي في 24 فبراير 2002، عن عمر يُناهز 89 عامًا، وهو الرئيس المؤسس لمعهد الأبحاث الروحانية، ويُعرَف بأنه رائد في مجال الوعي، درس الطب النفسي في كلية الطب في “ويسكونسن”، كما عمل كاسح ألغام لفترة قصيرة خلال الحرب العالمية الثانية، كان شاغل “هوكينز” الرئيس هو تعزيز الروحانيات لدى الناس، وظهر على برامج شبكة التلفاز، والإذاعة الرئيسة، وتمَّت ترجمة كتابه “السماح بالرحيل” إلى 15 لغة حتى الآن، وكان على قوائم أكثر الكتب مبيعًا في العديد من البلدان، كما تلقَّى “هوكينز” جوائز من جهات مختلفة، وتم تكريمه بـ”Tae Ryoung Sun Kak Tosa” (الروح العظيمة والمعلم الرائد على طريق التنوير) في سيول في عام 2000.
ومن أهم أعماله:
القوة مقابل الإكراه.
العلاج والشفاء.
النجاح هو لك.
عين الأنا.
معلومات عن المترجمة:
أرجوان بنت سليمان: كاتبة ومترجمة سعودية، قامت بترجمة العديد من الأعمال منها: “مبادئ للقيادة التحويلية”، و”سر السماح بالرحيل”، وأصدرت كتابًا من تأليفها بعنوان “للرحيل معنىً آخر”.