المشاعر لا تقتل
المشاعر لا تقتل
نضطر أحيانًا إلى وضع مشاعرنا جانبًا، كي نحمي أنفسنا من الصدمات والآلام، ربما يحصل ذلك برغبةٍ ما، وربما تحكم علينا بيئتنا المحيطة والظروف التي نتعرض لها بذلك، وعلى قدر الفوائد التي سنحصل عليها من اتصالنا بمشاعرنا، ومن أهمها تقوية صلتنا بأنفسنا، فإن للمشاعر ضريبة لا تنفك عنها، تتمثل في الألم الذي سنعيشه معها، وعلى الرغم من ذلك.. فنحن بحاجة إليها كي لا نجعل ذواتنا عرضةً للتدمير، فقد لا تمنحنا المشاعر دائمًا السعادة، ولكن إبعادها تمامًا قد يجعل منِّا أشخاصًا بؤساء بلا روح، فكفانا حكمًا على مشاعرنا، وكفانا حذرًا وخوفًا من أي شعورٍ قد يراودنا، ونحن في النهاية لا نحتاج سوى إلى أن نجعلها تمرّ بنا بسلاسةٍ دون أن نقف عندها كثيرًا.
فقد يأخذنا الحكم الدائم على مشاعرنا إلى قمعها خوفًا من التعامل معها، فشعور مثل الغضب مثلًا لا شك أنه جزءٌ من أي إنسان، صغيرًا كان أم كبيرًا، لكننا نجهل كيفية إدارته خوفًا من أن يوقعنا في الخطأ أو يجعلنا عرضةً للإيذاء من الغير، فنلجأ إلى إقناع أنفسنا بأنه لا يصح لنا الغضب إطلاقًا، ما يرمي بنا إلى المرض جراء ابتلاعه مرات ومرات دون تنفيس عنه، فبدلًا من ذلك علينا أن نتعلم طرقًا تفيدنا في التعامل معه، وأن نثق في عقولنا بأن بإمكانها أن تفكر وتصل إلى قراراتٍ سليمة تجاه مشاعرها وما تمر به من مشكلات، دون ظنٍّ منها بأنها لا بد أن تتحلى بالمثالية، فالخطأ الذي من الوارد جدًّا أن نقع فيه، هو ما يجعلنا دائمًا لا نكف عن المحاولة.
الفكرة من كتاب لا مزيد من الانغماس في هموم الآخرين
للوهلة الأولى عند قراءة عنوان الكتاب، ربما تعتقد بأن معناه قد وصلك، بل وتشبّعت به حتى من قبل أن تشرع في قراءته، ولكن ما إن تغص في أعماقه حتى تشعر كأنه قد كُتب خصيصى لك، فمن منَّا لم يعاني أو لا يعاني في حياته من داء الانشغال بالآخرين على حساب نفسه؟ بالطبع جميعنا وقعنا في هذا الفخ، فمنذ بداية الحياة ونحن نقع في شرك الاهتمام والانشغال المرضي بمشكلات الغير، سواء أكان ذلك بوعي منَّا أم دون وعي.
تعرض لنا الكاتبة مشكلة عايشتها وعانت منها بشكلٍ شخصي، فتفصّل لنا الأسباب وتمدّنا بما استطاعت من الحلول، لعلّنا نستطيع أن نصل معها إلى دواءٍ فعّال يمكّننا من السيطرة على حياتنا وأنفسنا من جديد.
مؤلف كتاب لا مزيد من الانغماس في هموم الآخرين
ميلودي بيتي: كاتبة أمريكية الجنسية، ولدت في مدينة سانت بول في الولايات المتحدة، في السادس والعشرين من مايو عام 1948م.
ومن مؤلفاتها:
ما بعد التحرر من القلق بهموم الغير، وتحقيق تحسن مستمر طوال الوقت.
The language of letting go journal.
Gratitude.