المشاعر السلبية وكيفية مواجهتها
المشاعر السلبية وكيفية مواجهتها
هناك جانبان للمشاعر: جانب إيجابي وجانب سلبي، فالمشاعر السلبية التي نشعر بها تجاه الآخرين تنطوي على اعتقاد جوهري بأننا غير مكتملين بداخلنا، ولذلك يتم اعتبار الآخرين كوسيلة لتحقيق غاية، ومن أكثر المشاعر سلبية: مشاعر الغضب، فالغضب مقيِّد وليس محرِّرًا، وقد يحدث الغضب من تقنية التسليم ذاتها، وقد يحدث بسبب الخوف من الخسارة، ويوجد بالغضب الكثير من الطاقة، ولذا فإن التخلي عن الغضب يؤتي بثماره في حياتنا، فيجعلنا أحرارًا، ونختبر هدوءنا وراحتنا النفسية، فضلًا عن تحسُّن الصحة، وزيادة طاقة الحياة.
وهناك الخوف، فالخوف مرض وبائي في مجتمعنا، وتولِّد طاقة الخوف تركيزًا داخليًّا على كل الأمور السلبية التي من الممكن أن تحدث، فهو واسع جدًّا ويأخذ أشكالًا كثيرة، والخوف في العلاقات يهب سلطتنا لشخص آخر، ويمكِّنه من فعل أكثر شيء نخافه، ومن طبيعة الخوف أنه يزداد ويتسرَّب في الوعي على شكل نوبات قلق واضحة أو فوبيا، وللتخلُّص من الخوف، علينا أن ننظر إلى أسوأ سيناريو محتمل، وننظر إلى المشاعر التي يثيرها، ونبدأ بالتخلِّي عنها، وبهذا يتم تفكيك الخوف إلى أجزائه التي تكوِّنه، ويتم التخلي عنها بسهولة.
وهناك الفخر، وهو خالٍ من الحب، وبناءً على هذا فهو هادم، وقد يأخذ شكل المغالاة في تقدير الأمور والإنكار، ويحاول الكثير وضع الفخر مكان تقدير الذات الحقيقي، غير أن تقدير الذات الحقيقي لا يزداد إلا عندما يتم التخلي عن الفخر، ودراسة طبيعة الفخر تسهل من عملية السماح برحيله، وطبيعة الفخر هو أنه يعمينا عن كثير من الأمور التي تكون في عمقها مفيدة، وهناك اللامبالاة والأسى، وتأتي هذه المشاعر من البرمجة الداخلية للذات التي تعتقد بأنها لا تستطيع فعل أي شيء، وهدف هذه المشاعر هو إثارة الشفقة، وكسب التأييد، وجعل الآخرين يشعرون بالأسف، وإذا وجدنا أنفسنا في حالة لا مبالاة يمكننا سؤال أنفسنا عن الشيء الذي نحاول إثباته؟ أو ما الذي نحاول تبريره؟ وفي الوقت الذي نعترف فيه بالمشاعر التي تُظهِر استجابة لهذه التساؤلات، ونسمح لها بالرحيل، تبدأ الأجوبة بالظهور.
الفكرة من كتاب السماح بالرحيل
من الجميل معرفة أن السلام والسعادة والفرح والنجاح والحب جزء متأصِّل من طبيعتنا البشرية، ولكن ماذا عن الغضب والحزن والقلق والغيرة؟ يقدِّم لنا هذا الكتاب آلية من شأنها أن تُفعِّل لدينا القدرة على التعامل مع جميع مشاعرنا الجيدة والسيئة، كما سيساعدنا على التحرُّر من السلبية، وبداخل هذا الكتاب ستتعرَّف على آلية السماح بالرحيل، وكيف تنجو من وحل اللاسلام.
وحينما تقرأ هذا الكتاب ستحصل على التحفيز والإلهام، وستجد بداخله إجابة عن تساؤلات مثل: كيف تتعامل مع المشاعر غير المرغوب فيها؟ وكيف تتعامل مع تقلُّبات الحياة اليومية بضغوطِها وأزماتها؟ وبختام رحلتك بين دفتي الكتاب ستكتشف ذاتك الحقيقية، وتعرف أن حلول المشاكل التي تواجهها توجد بداخلك، وحينها سيُحدث هذا الكتاب التغيير الجذري الإيجابي الأكبر في حياتك.
مؤلف كتاب السماح بالرحيل
ديفيد ر. هاوكينز ( 1913 : 2002 ) : هو فيلسوف، وطبيب نفسي، وكاتب أمريكي، ومعلم روحاني معروف على مستوى عالمي، وُلِدَ في 28 فبراير 1913، وتُوفي في 24 فبراير 2002، عن عمر يُناهز 89 عامًا، وهو الرئيس المؤسس لمعهد الأبحاث الروحانية، ويُعرَف بأنه رائد في مجال الوعي، درس الطب النفسي في كلية الطب في “ويسكونسن”، كما عمل كاسح ألغام لفترة قصيرة خلال الحرب العالمية الثانية، كان شاغل “هوكينز” الرئيس هو تعزيز الروحانيات لدى الناس، وظهر على برامج شبكة التلفاز، والإذاعة الرئيسة، وتمَّت ترجمة كتابه “السماح بالرحيل” إلى 15 لغة حتى الآن، وكان على قوائم أكثر الكتب مبيعًا في العديد من البلدان، كما تلقَّى “هوكينز” جوائز من جهات مختلفة، وتم تكريمه بـ”Tae Ryoung Sun Kak Tosa” (الروح العظيمة والمعلم الرائد على طريق التنوير) في سيول في عام 2000.
ومن أهم أعماله:
القوة مقابل الإكراه.
العلاج والشفاء.
النجاح هو لك.
عين الأنا.
معلومات عن المترجمة:
أرجوان بنت سليمان: كاتبة ومترجمة سعودية، قامت بترجمة العديد من الأعمال منها: “مبادئ للقيادة التحويلية”، و”سر السماح بالرحيل”، وأصدرت كتابًا من تأليفها بعنوان “للرحيل معنىً آخر”.